رد حوثي على التقرير الأممي الفاضح.. ماذا فعلت المليشيات في سماء السعودية؟

الأربعاء 4 سبتمبر 2019 18:06:02
رد حوثي على التقرير الأممي الفاضح.. ماذا فعلت المليشيات في سماء السعودية؟

تزامناً مع إصدار الأمم المتحدة تقريراً عن جرائم الحرب التي ترتكبها المليشيات الحوثية على مدار سنوات، عمد الانقلابيون إلى توجيه رسالة تحدٍ صارخة، كتبتها في سماء السعودية.

الدفاعات الجوية السعودية اعترضت أمس الثلاثاء، ثلاثة صواريخ باليستية في سماء نجران أمس أطلقتها المليشيات الحوثية الموالية لإيران.

في الوقت نفسه، أسقطت قوات التحالف العربي طائرتين من دون طيار أطلقهما الحوثيون من عمران اليمنية باتجاه السعودية، وقال العقيد الركن تركي المالكي المتحدث الرسمي باسم التحالف، إنّ القوات تمكَّنت صباح أمس من اعتراض وإسقاط طائرة من دون طيار (مسيّرة) أطلقتها المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران من عمران باتجاه السعودية، كما أسقطت طائرةً من دون طيار أطلقها الحوثيون من عمران باتجاه الأعيان المدنية بخميس مشيط.

وأضاف أن محاولات المليشيات الحوثية إطلاق الطائرات من دون طيار مصيرها الفشل، ويتخذ التحالف الإجراءات العملياتية كافة وأفضل الوسائل للتعامل مع تلك الطائرات لحماية المدنيين والأعيان المدنية.

ولفت المالكي إلى أنّ المحاولات الإرهابية المتكررة مؤخراً من المليشيات الحوثية هي نتيجة للخسائر الكبيرة في صفوف عناصرها الإرهابيين وعتادها ومعداتها، ومن خلال العمليات العسكرية التي ينفذها التحالف، وما تقوم به من محاولات وتضليل إعلامي يأتي لرفع الروح المعنوية لعناصرها، مؤكداً استمرار قيادة القوات المشتركة للتحالف بتنفيذ الإجراءات الرادعة ضد الانقلابيين لتحييد وتدمير هذه القدرات وبكل صرامة، وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.

الهجمات الحوثية تزامنت مع تقريرٍ أصدره فريقٌ من الخبراء الدوليين والإقليميين بمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، جاء فيه أنّ مليشيا الحوثي ارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وشنت الهجمات العشوائية واستهدفت المدنيين في أعمال ترقى إلى جرائم الحرب.

وأوضح التقرير أنّ المليشيات استخدمت أسلحة لها آثار مدمرة واسعة النطاق كالصواريخ والمدفعية ومدافع الهاون، حيث وُجهت عمداً على المدنيين والأعيان المدنية وأدّت إلى قتلهم وإصابتهم، كما استخدموا الأسلحة عشوائياً في المناطق المأهولة بالسكان، في تعز وعدن والحديدة وراحت أعداد كبيرة من المدنيين ضحية قصف مليشيا الحوثي ودمّرت منازلهم وسبل عيشهم، كما قتلت النازحين في الحديدة أثناء فرارهم.

وكشف أنّ مليشيا الحوثي استخدمت الألغام الأرضيّة ضد الأفراد والمركبات، ما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بالمدنيين وقتل المئات، وتحقّق فريق الخبراء من قتل وإصابة ألغام زرعتها ميليشيات الحوثي للمئات من المدنيين في أبين والضالع والبيضاء والجوف وحجة وإب ومأرب وصنعاء وصعدة وشبوة، وكذلك قتلت ألغام الحوثي المضادة للمركبات المدنيين في الحديدة وهي أكثر المحافظات تضررًا من الألغام.

التقرير أشار إلى أنّ الحوثيين يزرعون الألغام عمداً في طريق المدنيين في انتهاك صارخ لاتفاقية حظر الألغام التي أقرتها سلطات الأمر الواقع، وبيّن أنّ المليشيات فرضت قيوداً بيروقراطية تسبّبت في تأخير الإغاثة والمساعدات الإنسانية، كما فرضت قيوداً على حركة العاملين الإنسانيين واستهدفتهم وقتلت أحد العاملين في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إبريل 2018، ما أدّى إلى انسحاب العاملين الإنسانيين من مناطق معينة، وحولت المساعدات الإنسانية لصالحها وأعاقت الإمدادات الغذائية.

وتسبّبت مليشيا الحوثي بالتدابير التي اتخذتها في تفاقم الحالة الاقتصادية الكارثية ما أدى إلى المزيد من انتهاكات حقوق الإنسان، واتبعت ممارسات صارمة لجمع الضرائب لتمويل الجهود الحربية، وانتهكت الحق في العمل والحق في مستوى معيشي لائق بما في ذلك الحق في الغذاء والماء والحق في الصحة والتعليم.

هذا التزامن حمل رسالةً من المليشيات الحوثية بأنّها عازمةٌ على الاستمرار في ارتكاب مثل هذه الجرائم، وهو الأمر الذي يستدعي ضرورة التدخُّل من قِبل المجتمع الدولي لصد هذا العدوان.

على الرغم من بشاعة الجرائم التي وردت في التقرير الأممي بشأن انتهاكات الحوثيين، لكنّها ليست المرة الأولى التي يُكشف فيها النقاب عن هذه الجرائم، لكنّ الأمر الذي لا يقل ترويعاً هو ذلك الصمت الأممي الكبير إزائها.

وتُوجّه الكثير من الانتقادات للأمم المتحدة إزاء عدم اتخاذها إجراءات عقابية حاسمة ضد الإرهاب الحوثي المتصاعد، إلى الحد الذي وصل إلى اتهام المنظمة الأممية بمنح المليشيات تأشيرةً للاستمرار في هذا الموت المروّع.