تقدير موقف.. لماذا كل هذا الرعب الإخواني من اجتماعات جدة؟
في الوقت الذي تفاعل فيه المجلس الانتقالي الجنوبي مع دعوات المملكة العربية السعودية للاجتماع في جدة للتباحث حول حل سياسي سلمي للأحداث الأخيرة، أثبتت حكومة الشرعية التي تسيطر عليها مليشيا الإخوان التابعة للإرهابي علي محسن الأحمر خبْث نواياها نحو التصعيد.
وزير الداخلية أحمد الميسري قال إنَّ حكومة الشرعية لن تتحاور مع المجلس الانتقالي الجنوبي، مشيراً إلى أن الحكومة تشترط الحوار مع الإمارات.
لم يكتفِ المسيري بهذا التصريح، بل هدّد بشن حكومة الشرعية حرباً لدخول واحتلال العاصمة عدن، قائلاً: "الحكومة ستعود إلى عدن بالحرب".
في المقابل، تحلّت القيادة السياسية الجنوبية بمنتهى الحِنكة عندما استجابت لدعوة الحوار التي وجّهتها السعودية، حيث وصل الوفد الجنوبي برئاسة القائد عيدروس الزُبيدي، لمدينة جدة أمس لحل الأزمة بصيغة تميل إلى التهدئة بشكل أساسي.
هذه ليست المرة الأولى التي تستجيب فيه القيادة الجنوبية للدعوة للحوار، ففي 20 أغسطس الماضي حطّت "طائرة الجنوب" كذلك في جدة تلبية لدعوة سعودية مماثلة.
في المقابل، برهنت حكومة الشرعية التي تسيطر عليها مليشيا الإخوان التابعة للإرهابي علي محسن الأحمر على "خبث" نواياها، عندما أفشلت الجولة الأولى لاجتماعات جدة بعد رفضها المشاركة، وهو أمر محتمل بقوة أن يتكرر في الجولة الثانية الراهنة.
مليشيا الشرعية "الإخوانية" تعمل على إجهاض الحوار إدراكاً منها أن هذا الحراك سيتمخض عنه إفشال مؤامراتها ضد الجنوب.
الإرهاب الذي تمارسه مليشيا الشرعية ضد الجنوب والإجهاض الإخواني لسبل الحل عبر الحوار، أحدث نفوراً دولياً من هذا المعسكر، تجلّى بشكل واضح في دعوات من الأمم المتحدة والإدارة الأمريكية لنظام الرئيس اليمني المؤقت عبد ربه منصور هادي للمشاركة في حوار جدة، وهي دعوات ضمنية وردت في بيانات رسمية.