المليشيات ونهب المنظمات.. أموال دولية تموِّل حرب الحوثيين العبثية
لا تتوقّف مليشيا الحوثي الانقلابية عن اتخاذ خطوات على الأرض، تستهدف نهب المنظمات الدولية، وذلك بغية تمويل حربها العبثية التي أشعلتها في صيف 2014.
مصادر مطلعة قالت لـ"المشهد العربي"، إنّ مليشيا الحوثي تعتزم مطالبة المنظمات الدولية العاملة في صنعاء ومناطق سيطرتها بتقديم إقرار مالي حول أنشطتها والمشروعات التي تنفّذها وإتاحة سجلاتها المالية أمامها للتدقيق في حساباتها.
الإجراء الحوثي الجديد يأتي - بحسب المصادر - في إطار التنافس بين القيادات الحوثية على أموال المنظمات الدولية.
وأوضحت المصادر أنّ القيادي الحوثي علي العماد المعين رئيساً للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، وبدعم من القيادي الحوثي مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي يعتزم مطالبة المنظمات الدولية بفتح سجلاتها للتدقيق في حساباتها المالية.
وتهدف هذه المطالبة، سحب البساط من ما يسمى الهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية التي أنشاها الحوثيون للإشراف على عمل المنظمات الدولية.
هذه الهيئة يديرها القيادي الحوثي عبد المحسن الطاووس، ويرأس مجلس إداراتها القيادي الحوثي أحمد حامد المعين من المليشيا مديراً لمكتب رئاسة الجمهورية والمحسوبين ضمن جناح القيادي الحوثي النافذ محمد علي الحوثي عضو ما يسمى المجلس السياسي الأعلى.
ويسعى المشاط، بحسب المصادر، من خلال "العماد"، الدخول في قطاع المنظمات للحصول على حصته، بعد أن أصبح هذا الجانب حكرا على جناح محمد الحوثي .
وبيَّنت المصادر أنَّ ما تُسمى الهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية غير قانونية، ويهدف الحوثيون من خلالها ابتزاز المنظمات الدولية.
ولفتت المصادر إلى أنَّ الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة هو المعني بالتدقيق بحسابات الوحدات الإدارية للدولة، مؤكّدةً أنَّ كل طرف يستخدم نفوذه للوصول إلى أموال المنظمات التي ترضخ على تقديم رشاوى للقيادات الحوثية تحت مسميات التنسيق والتسهيل وغيرها من المسميات.
إقدام المليشيات الحوثية على هذه الممارسات تكشف عن الوجه الإرهابي لهذا المعسكر، الذي يستهدف تأزيم الوضع الإنساني لإطالة أمد الأزمة وتكبيد المدنيين أعباءً ثقيلة.
وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، قد اتهم مليشيا الحوثي بنهب المساعدات الإنسانية، وقال في تقرير له، إنّ المليشيات تنهب المساعدات من أفواه الجائعين، في وقتٍ يعاني المواطنون في صنعاء القابعة تحت سيطرتها من أوضاع قاسية وظروف اقتصادية صعبة، في ظل انعدام فرص العمل وانقطاع الرواتب، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات الأساسية.
وفي واقعة أخرى، أقدمت المليشيات الحوثية، على إتلاف مواد غذائية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي، قالوا إنّها منتهية الصلاحية، وذلك بعدما صادرها الانقلابيون لفترات طويلة وتعمّدوا عدم توزيعها على المحتاجين بغية إطالة أمد الأزمة الإنسانية.
وتولت جرافات إتلاف كميات من المواد التي حملت شعار برنامج الأغذية العالمي، وذلك بعدما أصبحت ملاذاً للحشرات الكثيرة، وذلك باعتراف المليشيات نفسها.
مصادر أممية أوضحت أنّ المساعدات التي أتلفت في صنعاء كان من المفترض توزيعها في نوفمبر 2018، وانتهى الأمر بهذا الطعام عالقاً على حاجز لأشهر.
وأضافت أنّ برنامج الأغذية العالمي يوفر شهرياً الطعام لنحو 11 مليون شخص، مؤكّداً ضرورة الوصول دون عوائق إلى جميع المناطق لمن هم في أشد الحاجة إليها، وأشار إلى أنّ البرنامج يُوزِّع أكثر من 130 ألف طن من الأغذية.
إتلاف المساعدات الإنسانية يمثّل الجزء الأخير من سلسلة الجرائم الحوثية الهائلة في هذا الملف تحديداً، حيث تتعمّد المليشيات الموالية لإيران عدم السماح لتوزيع المساعدات على المحتاجين في مناطق سيطرتها، بغية العمل على إطالة أمد الأزمة، وقد أدّى عرقلة توزيع هذه الأغذية إلى أن أصابها التلف وبالتالي حُرم منها الملايين.