القوات الجنوبية والمهمة المزدوجة.. عزيمة الأبطال تحسم المعارك مع الحوثي والإصلاح
تقف القوات الجنوبية أمام مهمة مزدوجة بين مواجهة الانقلاب الحوثي الساعي لاختراق الجنوب وبين الإرهاب الإصلاحي الهادف للسيطرة على مقدرات الجنوب، وفي كلا المعركتين فإن عزيمة أبناء الجنوب وإيمانهم بقضيتهم الجنوبية هي من تحسم المعارك لصالحها، إلى جانب تكتيكات عسكرية لا يمكن إغفالها.
صعوبة هذه المهمة أنها تجابه الخطرين في وقت واحد وفي جبهات مختلفة، وهو ما يتطلب عزيمة وإصرار مضاعف حتى لا يمكن أن تؤثر جبهة على الأخرى، ففي النهاية يكون الجنوب أمام احتلال إخواني أو حوثي، وهو ما يدركه جيداً أبناء الجنوب الذين يوازنون بين معركة الإصلاح التي تدور مع خلايا انغماسية موجودة في بالداخل بفعل اختبائها في ظلال الشرعية وبين المليشيات الحوثية الموجودة على الأطراف.
حينما أعلنت القوات الجنوبية توجه بعض كتائبها العسكرية الموجودة في الضالع لتأمين العاصمة عدن، كان ذلك مثار جدل بين الحفاظ على تماسك الجبهات الحدودية في الضالع وبين تأمين المركز في العاصمة عدن، غير أن الأيام أثبت صحة تقدير موقف القوات الجنوبية التي استطاعت أن تلقن المليشيات الحوثي هزائم متتالية حتى بعد أحداث عدن وتستمر في النجاح حتى الآن.
وكان ذلك دافعا لإقدام المجلس الانتقالي الجنوبي أمس الجمعة، على تعزيز القوات الجنوبية المرابطة بجبهات محافظة أبين، ودفع المجلس الانتقالي بقوات ضخمة إلى محافظة أبين، تكونت من عربات ومدرعات وأفراد مشاة وأطقم ومؤن عسكرية وغذائية، لتعزيز القوات الجنوبية المرابطة بشقرة ووادي حسان .
وبحسب مصدر عسكري فإن القوات تمركزت فور وصولها في عدد من المواقع الهامة، لتشكل سياج فولاذي إلى جانب القوات التي ترابط في المواقع الأمامية لجبهات القتال في محافظة أبين.
وأضاف المصدر أن القوات تنتظر ساعة الصفر لبدء تطهير المحافظة من عناصر حزب الإصلاح والعناصر الإرهابية، وتأمين خط أبين شبوة وملاحقة تلك العناصر إلى مختلف المواقع والمناطق، وأكد المصدر أن القوات الجنوبية في الوقت ذاته، تلتزم بالتهدئة والحوار الذي دعت له المملكة العربية السعودية.
ويأتي هذا التحرك بعد أن حشدت مليشيات الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية عناصرها من الجبهات الحدودية إلى محافظة مأرب، وانتقل المئات من عناصر المليشيات الإخوانية من أبناء محافظتي تعز، وإب، المتواجدين في الجبهات الحدودية إلى مأرب، تلبية لدعوة القيادي بالمليشيات الإخوانية والمتواجد في تركيا حمود المخلافي.
وأشارت مصادر عسكرية إلى أن القيادي بالمليشيات الإخوانية وجهة دعوة للمقاتلين من أبناء المحافظتين بالتوافد إلى مأرب، والانضمام إلى ألوية تابعة لمليشيا الإصلاح تمهيدا لترقيمهم ونقلهم إلى محافظة تعز.
وأوضحت المصادر، أن أكثر من ألفي مقاتل تم ضمهم حتى الأثناء إلى الكشوفات، مؤكدة انه يتم حاليا إعداد دورات تدريبية لهم في المعسكر التابع لمليشيا ت الإخوان التابعة للشرعية بمأرب صحن الوطن " صحن الجن سابقا".
وأكدت المصادر، أن حشد مليشيات الإخوان لهذه العناصر يأتي في إطار حشد مقاتليهم لإرسالهم لمقاتلة القوات الجنوبية، وإن معلومات نقلهم الى تعز، ليست سوى تمويه وإخفاء للحقيقة التي يحشدوا من أجلها، لافتا إلى أن قيادات مليشيات الإخوان تستقبل العناصر الجديدة بعد توفير كافة المستلزمات من أكل وسكن لهم.
وكان القيادي بالمليشيات الإخوانية التابعة للشرعية المخلافي، دعا مطلع الشهر الجاري جميع المقاتلين من إقليم الجند في الحد الجنوبي للمملكة العربية السعودية سرعة العودة إلى جبهات محافظة تعز، لاستكمال تحريرها (وفق ما قال) وحمايتها من المخاطر والتهديدات التي قد تتعرض لها بحسب زعمه.
وشنت المليشيات الحوثية اليوم السبت، هجوماً مكثفاً على المواقع الأمامية لجبهة ثرة بمحافظة أبين، وكثفت المليشيات الحوثية القصف بقذائف الهاون والمدافع على المواقع الأمامية والمتوسطة بغرض التغطية على المجموعات المتسللة، لكن القوات المسلحة الجنوبية تمكنت من كسر الهجوم.
فيما نفذت القوات الجنوبية عملية نوعية في الطريق العام لمديرية المحفد بمحافظة أبين، وبحسب مصادر عسكرية، فإن مجموعة عسكرية للقوات الجنوبية استهدفت رتل عسكري لمليشيا الإخوان التابعة للشرعية.
وأضافت المصادر أن العملية أسفرت عن تدمير عربات وآليات عسكرية إخوانية كانت المليشيات قد عززت بها مواقعها قادمة من محافظة شبوة.