حياة متناقضة في صنعاء.. ثراء حوثي وبؤس شعبي
خمس سنوات متواصلة من الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية، استطاع خلالها الانقلابيون من تكوين ثروات مالية طائلة مقابل حالة معيشية شديدة الضنك يعيشها ملايين المدنيين في مناطق سيطرتهم.
تصف جولة ميدانية، أجرتها صحيفة الشرق الأوسط، في قلب صنعاء، أنّها باتت تتسم بمعالم باهتة من البؤس، ومقابر مكلفة تفنن الحوثيون في تشييدها، والعشرات من السجون المبثوثة في أنحاء المدينة، وجوعى يموتون على الأرصفة.
وتضيف الصحيفة أنّها رصدت المنتجات المستوردة من الشرق والغرب، سواء ذات الطبيعة الاستهلاكية الأساسية أو الكماليات بشتى أنواعها، وهو ما ينفي - وفق الصحيفة - مزاعم الحصار الذي تتحدث عنه المليشيات على صنعاء.
ورغم ملايين الدولارات التي خصصتها بعض الجهات الدولية لصيانة الطرق والشوارع في صنعاء، فإنّ أغلب شوارعها باتت متآكلة، والأماكن الوحيدة التي أصبحت أكثر أناقة هي المقابر التي شيدها الحوثيون.
حالة الثراء غير المسبوقة للحوثيين يرجعها مراقبون إلى نهب الموارد والاستئثار بالمناصب، إلى جانب السعي لإحداث تغيير ديموغرافي في صنعاء لمصلحة عناصر الجماعة هي من جعلتهم يستثمرون أموالهم في شراء العقارات أو تشييدها.
وفي وقتٍ ينفق فيه الحوثيون الكثير من الأموال على حياتهم الثرية، فإنّ الموظفين في مناطق سيطرة المليشيات يكابدون حياةً قاسية جرّاء توقّف صرف الرواتب على مدار سنوات.
وفي مجال الخدمات مثل الكهرباء ومياه الشرب والصرف الصحي، فيصف السكان الأمر بأنّه كارثي، حيث تلجأ آلاف الأسر للحصول على مياه الشرب من مصادر غير آمنة، مثل مياه السبيل التي يوفرها في صهاريج بعض فاعلي الخير، في الوقت الذي يقوم فيه أغلب السكان بشراء صهاريج المياه بأسعار تفوق قدرتهم على تحمل نفقاتها منذ أكثر من خمس سنوات.