دعمٌ ليس من وراء ستار.. إيران تتحدّى العالم بـالإرهاب الحوثي
وجّهت إيران رسالة تحدٍ للمجتمع الدولي، كاشفة عن وجهها الإرهابي في دعم المليشيات الحوثية الانقلابية، دون خوفٍ من عقاب يطالها أو تضييق يحاصرها.
رئيس الأركان الإيراني محمد باقري قال إنّ الحرس الثوري يقدم خدمات استشارية لميليشيا الحوثي، وقال في حوار مع قناة "فونيكس" الصينية خلال زيارته الأخيرة لبكين، إنّ طهران أرسلت قوات عسكرية دعمًا لسوريا والعراق وذلك بطلب من حكومتي البلدين، وعند سؤاله عن التدخل الإيراني في اليمن قال إنّ الأوضاع في اليمن مختلفة بعض الشيء.
باقري حاول أن ينأى بإيران عن مسؤولية إرسال الصواريخ والأسلحة إلى الحوثيين الذين تدعمهم طهران قائلاً إنّ اليمن محاصَر وكل الطرق إليه مسدودة، إلا أنّه عاد مرة أخرى لينكر إرسال إيران أسلحة إلى الحوثيين، واصفًا تلك المعلومات بـ"الكاذبة"، لكنه في الوقت نفسه قال إن بلاده تقدم الدعم الاستشاري والفكري للمليشيات.
وأضاف أنّ مسؤول القيام بذلك هو الحرس الثوري، فيما لم يوضح طبيعة الدعم الاستشاري والفكري (الآيديولوجي) للحوثيين، لكن إيران استخدمت في السنوات السابقة تسمية "الاستشاري" لوصف قوات فيلق القدس الذراع الخارجية للحرس الثوري والميليشيات المسلحة التي تحظى بدعم لوجيستي من إيران.
حملت تصريحات المسؤول العسكري البارز اعترافًا بدعم إيران للحوثيين، لكنّه حاول الابتعاد عن الدعم المسلح للمليشيات، على الرغم من عديد الأدلة التي فضحت حصول الحوثيين على عتاد عسكري متنوع من إيران.
وليس من عادة إيران الاعتراف بهذا الشكل الرسمي بدعم المليشيات الحوثية، لكنّ الأمر يتزامن مع توقعات بتشكيل ضغوط دولية ربما تكون غير مسبوقة على الأذرع الإيرانية في المنطقة، وذلك بعد الهجوم الإرهابي على معملي شركة أرامكو السعودية.
أرادت إيران بهذا الاعتراف الملفت، التأكيد على دعمها للمليشيات، ما يشي باستمرار الوضع المعقد للأزمة في اليمن لفترة أطول، من خلال تصعيد عسكري مستمر يُقدِم عليه الحوثيين، معتمدين على دعم لا محدود مُقدّم من إيران.
وهناك الكثير من الأدلة التي قُدِّمت وفضحت دعمًا إيرانيًّا غير محدود للمليشيات الحوثية، ففي وقتٍ سابق قدمت لجنة خبراء تقريرًا سريًّا لمجلس الأمن في الأمم المتحدة، كشف أنّ الحوثيين يتزودون بصواريخ باليستية وطائرات بلا طيار من إيران بعد فرض الحظر على الأسلحة في العام 2015، وذلك بعدما فحص فريق الخبراء حطام عشرة صواريخ وعثر على كتابات تشير إلى أصلها الإيراني.
كما أثبتت وزارة الخارجية الأمريكية دعمًا إيرانيًّا للحوثيين مستندةً على صاروخ كانت قد أطلقتها المليشيات على مطار الملك خالد الدولي بالعاصمة السعودية الرياض، مؤكّدةً أنّ هذا الصاروخ من صناعة طهران.
وسبق أن أعلن التحالف العربي أنّ المليشيات حصلت على طائرات بدون طيار من النظام الإيراني، وعرض صورًت لـ"درون" من نوع "أبابيل تي"، ويدعوها الحوثيون "قاصف".
كما أقرّت الملشيات بإطلاق طائرات مسيرة من دون طيار من نوع "قاصف 1" على بعض المواقع السعودية.