غلق مستشفيات وسرقة أدوية.. إرهاب حوثي متكامل على صحة السكان

الأحد 6 أكتوبر 2019 01:09:15
غلق مستشفيات وسرقة أدوية.. إرهاب حوثي متكامل على صحة السكان

واصلت المليشيات الحوثية ممارساتها الإرهابية التي تستهدف تكبيد المدنيين أعباء إنسانية ثقيلة، بغية إطالة أمد الحرب المستعرة منذ صيف 2014.

ويعتبر القطاع الصحي أحد أهم القطاعات التي تضرّرت كثيرًا من حرب المليشيات التي خلّفت وراءها مسرحًا كبيرًا من الأمراض والأوبئة، ففي خطوة إرهابية جديدة أقدم الحوثيون على إغلاق المستشفيات في صنعاء بشكل جزئي بحجة عدم توفر المشتقات النفطية.

مصادر طبية كشفت لـ"المشهد العربي" أنّ وزير الصحة في حكومة الانقلابيين "غير المعترف بها" أصدر تعليمات للقيادات الحوثية المعينة على المستشفيات، بتقليص ساعات العمل بالتدريج بحجة عدم توفر المشتقات النفطية.

وأشارت المصادر إلى أنّ المستشفيات في صنعاء قلَّصت اليوم ساعات الدوام ورفضت استقبال المرضى بعد الساعة الحادية عشر، بمبرر عدم توفر المشتقات النفطية، والأبشع من ذلك هو أنّ المليشيات تتجه إلى إغلاق المستشفيات بشكل كامل؛ وذلك بغية افتعال أزمة إنسانية.

وكان مصدرٌ في شركة النفط قد أفاد في وقت سابق لـ"المشهد العربي" بأنَّ مليشيا الحوثي تتجه لافتعال أزمة إنسانية، تمكنها من العودة إلى الآلية السابقة لاستيراد المشتقات النفطية التي تمكنهم من الحصول على النفط الإيراني بشكل مجاني.

وارتكبت المليشيات الموالية لإيران الكثير من الانتهاكات ضد قطاع الصحة، سواء بقصف وتعطيل المستشفيات أو سرقة وإتلاف الأدوية، كما تسبّبت في تفشي الكثير من الأدوية، على النحو الذي فاقم من مأساة الوضع الصحي في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وفي سبتمبر الماضي، داهمت مليشيا الحوثي مئات الصيدليات ومخازن الأدوية في صنعاء وسحبت كميات كبيرة من الأدوية تحت مبرر مكافحة التهريب، حيث نفّذت لجانٌ تتبع وزارة الصحة في حكومة الانقلابيين غير المعترف بها عمليات تفتيتش برفقة مسلحين على المئات من مخازن الأدوية في سوق الدواء بمنطقة التحرير وصادرة كميات كبيرة من الأدوية.

ووصل الأمر إلى انتشار غير مسبوق في الوقت الحالي للمرضى النفسيين في شوارع وأزقة وأحياء صنعاء ومدن أخرى خاضعة لسيطرة الانقلابيين، حيث تنامت هذه الظاهرة على نحو لافت خلال الأربعة أعوام الأخيرة (أي فترة الحرب الحوثية)، مع استمرار وتيرة الجرائم التي شنتها وتشنها الميليشيات. و

يتوزع معظم المرضى النفسيين، وفق معلومات رسمية، في المدن الأكثر كثافة سكانية والأشد فقرًا، مثل صنعاء وتعز والحديدة وإب وذمار الخاضعة جميعها لسيطرة الحوثيين، حيث يفترش مئات الآلاف ،المصابين باضطرابات نفسية بينهم أطفال ونساء، أرصفة الشوارع، في حين يلجأ بعضهم للتسول، ويقتات البعض الآخر من القمامات.

وفاقمت الظروف المعيشية الصعبة وارتفاع معدلات الفقر وانعدام الرواتب وفرص العمل من تدهور كبير في الصحة النفسية لدى غالبية المواطنين، في وقت تؤكد فيه إحصائيات محلية عن وجود أكثر من خمسة ملايين مصاب حاليًّا باضطرابات نفسية.

ويعاني القطاع الصحي بشكل عام من وضع متدهور وخطير نتيجة الحرب الحوثية، وأدى ذلك إلى غياب شبه كامل للخدمات الصحية بما فيها خدمات الصحة النفسية، ويقول آخر مسح نفذته منظمة الصحة العالمية إن من بين 3507 منشآت صحية في اليمن تغيب فيها الخدمات المتعلقة بالأمراض النفسية ولا تتوافر إلا بنسب ضئيلة.

كما تزايدت حالات الانتحار على نحو لافت خلال الفترة الأخيرة، نتيجة ضغوط نفسية وظروف معيشية قاسية يعيشها السكان، وأفرزتها المليشيات منذ أن أشعلت حربها العبثية.