ألغام تزرعها نساءٌ.. إرهابيات حوثيات يغرزن بذور الموت الفظيع

الأحد 6 أكتوبر 2019 01:30:59
ألغام تزرعها نساءٌ.. إرهابيات حوثيات يغرزن بذور الموت "الفظيع"

خمس سنوات من الحرب العبثية للمليشيات الحوثية تخلّلتها الكثير من الجرائم والانتهاكات، مثّلت "الألغام" أحد أبشع قطاعاتها، التي لم يسلم منها البشر والحجر.

وبينما تخصّص المليشيات الحوثية فرقًا مختصة لزراعة حقول الموت المروّع، فقد تم الكشف عن خلية نسائية عملت على زراعة حقول ألغام، تضم كميات ضخمة من المتفجرات والعبوات الناسفة في محافظة الجوف.

المليشيات الحوثية استوردت خبرات إيرانية في زراعة الألغام على النحو الذي يُحقّق مبتغاها في تصنيع المتفجرات وطرق إخفائها وتمويهها، ما يُشكل أحد أهم وأبشع الأسلحة التي عمل من خلالها الانقلابيون على تأزيم الوضع الإنساني لإطالة أمد الأزمة.

في المقابل، يبذب مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لنزع الألغام "مسام" جهودًا كبيرة في استئصال هذا الموت الحوثي الفتاك، حيث أعلن قبل يومين، أنّه تمكّن خلال الأسبوع الأخير من سبتمبر الماضي، من انتزاع 752 لغمًا منها ثمانية ألغام مضادة للأفراد، و182 لغماً مضادة للدبابات و560 ذخيرة غير متفجرة، و2 عبوة ناسفة.

وبلغ إجمالي ما جرى نزعه منذ بداية المشروع حتى الآن 91 ألفًا و389 لغمًا زرعتها مليشيا الحوثي في الأراضي والمدارس والبيوت، وحاولت إخفاءها بأشكال وألوان وطرق مختلفة راح ضحيتها عدد كبير من الأطفال والنساء وكبار السن سواء بالموت أو الإصابات الخطيرة أو بتر للأعضاء.

وسبق أن كشتف تقارير رسمية أنّ عدد ضحايا الألغام الأرضية المزروعة من المليشيات الحوثية يتجاوز 3400 شخص، بينهم أكثر من 2700 قتيل، من بينهم 148 امرأةً و279 طفلًا، فيما أصيب أكثر من 700 شخص، أغلبهم من الأطفال.

وتشير أحدث التقارير إلى أنّ استخدام الحوثيين غير المبرر للألغام الأرضية أدى إلى مقتل وجرح مدنيين، فقد الكثيرون أطرافهم بسبب مناجم الحوثيين.

وتتنوّع الألغام المزروعة ما بين مضادة للدروع والأفراد، والعبوات الناسفة، والتي تعد ألغاماً فردية، محرم زرعها أو نقلها أو تصنيعها وفق اتفاقية أوتاوا، والتي تتنوع ما بين عبوات ناسفة بدوائر كهربائية وبأشعة تحت الحمراء "كاميرات"، وأخرى تعمل تحت الضغط، وقذائف مدفعية، ورشاشات، وقنابل طيران.

وتشير مصادر حقوقية إلى أنّ المليشيات الموالية لإيران زرعت أكثر من مليون لغم وعبوة ناسفة وقامت بتمويهها وإخفائها وذلك بغية إسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا بين المدنيين.

الخطر الذي تحمله الألغام الحوثية تُشكِّل خطراً كبيراً على المستقبل، وتهدّد بإخلاء قرى ومدن من سكانها، ما يُهدِّد بتوسيع نفوذ المليشيات الانقلابية بشكل كبير على الأرض.

والمتضرر الأول من الألغام هم المدنيون، حيث تعمّد الحوثيون زراعة الألغام في الطرق والمزارع والمناطق السكنية وكل ما هو مرتبط بحياة المدنيين في مسكنهم ومعيشتهم، وبات من الصعب إيجاد استقرار أو تنمية بسبب الألغام المنتشرة بكثافة في البر والبحر.

وينظر إلى الألغام التي صنعها الحوثيون محلياً عبر خبراء إيرانيين ولبنانيين من حزب الله، بأنّها أكثر خطورة من غيرها من الألغام، لأنّها تنفجر من خلال الحرارة أو من خلال اقتراب أي جسم منها.

وزرع الحوثيون هذه الألغام بكثافة في مديريات الساحل الغربي ومحافظة الجوف والبيضاء وكذلك مديرية البقع بمحافظة صعدة، وسط تهديد كبير للألغام للملاحة الدولية في البحر الأحمر.

وعلى مدار السنوات الماضية، سقط المئات من المدنيين الأبرياء بينهم عشرات الأطفال والنساء والمسنين، نتيجة انفجار الألغام والعبوات التي زرعتها المليشيات الحوثية في الطرق والوديان، فضلا عن مئات الضحايا جراء القصف الهمجي للانقلابيين على المناطق والقرى الآهلة بالسكان.

وبحسب صحيفة "أكسيوس" الأمريكية، فإنّ مئات آلاف من الألغام الأرضية التي زرعتها مليشيا الحوثي تشكل تهديداً سيدوم لفترة أطول كثيراً من أي سلام يمكن تحقيقه.

وأضافت أنَّ الألغام الأرضية التي زرعتها المليشيات شرّدت الآلاف من منازلهم وأعاقت وصولهم إلى الطرق والمياه والأراضي الزراعية، مشيرةً إلى أنّ هذا العدد الهائل للألغام الأرضية وتوزيعها بشكل عبثي سيجعل عملية إزالتها بطيئة وخطيرة.

وكانت دراسة اقتصادية قد بيَّنت أنَّ الألغام الحوثية في سهل تهامة تسبَّبت في انخفاض المساحة المزروعة بنسبة 38% خلال العام الماضي، وفقدان آلاف السكان مصادر عيشهم.

وأكّدت الدراسة التي أعدها باحثون دوليون بعنوان "تأثير الحرب على التنمية في اليمن"، أن عائدات المزارعين في منطقة تهامة انخفضت بنحو 42% عن مستويات ما قبل الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي.

وأشارت إلى أنَّ تعرُّض المحاصيل والحقول للتفخيخ والهجوم المباشر من قِبل مليشيا الحوثي أجبر المزارعين على التخلي عن الأرض وتهجير العمال الزراعيين، كما تسبب نقص الوقود وزيادة تكلفة الإنتاج والنقل في انخفاض الإنتاج الزراعي في سهل تهامة بشكل كبير.