إزالة الألغام.. السعودية تهزم إرهابًا والشرعية تزرع كراهية

الثلاثاء 8 أكتوبر 2019 18:15:36
إزالة الألغام.. السعودية تهزم إرهابًا والشرعية تزرع كراهية

في الوقت الذي تشن فيه أبواق إعلامية تابعة لحكومة الشرعية هجمات عدائية قائمة على أكاذيب وافتراءات ضد التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، تواصل المملكة أهم جهود الإغاثة، المتمثّلة في إزالة الألغام.


أعلنت الفرق الاختصاصية العاملة ضمن مشروع نزع الألغام "مسام"، الذي ينفذه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، انتزاع 1070 لغمًا خلال الأسبوع الأول من أكتوبر الحالي، زرعتها مليشيا الحوثي.

وكالة الأنباء السعودية عن نقلت المدير العام لمشروع "مسام" أسامة القصيبي قوله إنَّ الفرق الهندسية نزعت خلال الأسبوع الماضي 694 ذخيرة غير منفجرة، وعبوة ناسفة واحدة، و372 لغمًا مضادًا للدبابات، وثلاثة ألغام مضادة للأفراد.

وأضاف القصيبي أنَّ الفرق الهندسية الميدانية التابعة للمشروع تمكنت منذ انطلاق "مسام" ولغاية يوم 4 أكتوبر، من نزع 92 ألفًا و459 متفجرة، تنوعت بين ألغام وذخائر غير منفجرة وعبوات ناسفة.

الجهود السعودية التي تأتي على أكتر من صعيد، قوبلت بهجمات عدائية شنتها أبواق محسوبة على حكومة الشرعية، لكنّها تعمل وفق أجندات أخرى، تقوم على نشر الأكاذيب، وذلك عبر كتائب إلكترونية إخوانية، تُحرّكها أذرع قطر وتركيا في الحكومة.

وازداد الهجوم العدائي من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي المُخترق لحكومة الشرعية على التحالف العربي بقيادة السعودية، بعدما افتضحت ألاعيب "الإخوان" على الملأ، ودعم هذا الفصيل للإرهاب وتنسيقه مع تنظيمات متطرفة، أبرزها مليشيا الحوثي.

وتواصل مليشيا الحوثي زراعة الألغام في الأماكن العامة والأحياء السكنية والطرقات، من دون مراعاة وتفريق بين المدنيين والعسكريين.

وخلال خمس سنوات من انتهاكات الحوثيين لحقوق الإنسان، وثَّقت المنظمات الدولية والإنسانية سقوط آلاف الضحايا من المدنيين من جراء ألغام المليشيات، إضافةً إلى القنص وإطلاق القذائف.

وسبق أن كشتف تقارير رسمية أنّ عدد ضحايا الألغام الأرضية المزروعة من المليشيات الحوثية يتجاوز 3400 شخص، بينهم أكثر من 2700 قتيل، من بينهم 148 امرأةً و279 طفلًا، فيما أصيب أكثر من 700 شخص، أغلبهم من الأطفال.

وتشير أحدث التقارير إلى أنّ استخدام الحوثيين غير المبرر للألغام الأرضية أدى إلى مقتل وجرح مدنيين، فقد الكثيرون أطرافهم بسبب مناجم الحوثيين.

وتتنوّع الألغام المزروعة ما بين مضادة للدروع والأفراد، والعبوات الناسفة، والتي تعد ألغاماً فردية، محرم زرعها أو نقلها أو تصنيعها وفق اتفاقية أوتاوا، والتي تتنوع ما بين عبوات ناسفة بدوائر كهربائية وبأشعة تحت الحمراء "كاميرات"، وأخرى تعمل تحت الضغط، وقذائف مدفعية، ورشاشات، وقنابل طيران.

وتشير مصادر حقوقية إلى أنّ المليشيات الموالية لإيران زرعت أكثر من مليون لغم وعبوة ناسفة وقامت بتمويهها وإخفائها وذلك بغية إسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا بين المدنيين.

الخطر الذي تحمله الألغام الحوثية تُشكِّل خطراً كبيراً على المستقبل، وتهدّد بإخلاء قرى ومدن من سكانها، ما يُهدِّد بتوسيع نفوذ المليشيات الانقلابية بشكل كبير على الأرض.

والمتضرر الأول من الألغام هم المدنيون، حيث تعمّد الحوثيون زراعة الألغام في الطرق والمزارع والمناطق السكنية وكل ما هو مرتبط بحياة المدنيين في مسكنهم ومعيشتهم، وبات من الصعب إيجاد استقرار أو تنمية بسبب الألغام المنتشرة بكثافة في البر والبحر.

وينظر إلى الألغام التي صنعها الحوثيون محلياً عبر خبراء إيرانيين ولبنانيين من حزب الله، بأنّها أكثر خطورة من غيرها من الألغام، لأنّها تنفجر من خلال الحرارة أو من خلال اقتراب أي جسم منها.

وزرع الحوثيون هذه الألغام بكثافة في مديريات الساحل الغربي ومحافظة الجوف والبيضاء وكذلك مديرية البقع بمحافظة صعدة، وسط تهديد كبير للألغام للملاحة الدولية في البحر الأحمر.

وعلى مدار السنوات الماضية، سقط المئات من المدنيين الأبرياء بينهم عشرات الأطفال والنساء والمسنين، نتيجة انفجار الألغام والعبوات التي زرعتها المليشيات الحوثية في الطرق والوديان، فضلا عن مئات الضحايا جراء القصف الهمجي للانقلابيين على المناطق والقرى الآهلة بالسكان.

وبحسب صحيفة "أكسيوس" الأمريكية، فإنّ مئات آلاف من الألغام الأرضية التي زرعتها مليشيا الحوثي تشكل تهديداً سيدوم لفترة أطول كثيراً من أي سلام يمكن تحقيقه.

وأضافت أنَّ الألغام الأرضية التي زرعتها المليشيات شرّدت الآلاف من منازلهم وأعاقت وصولهم إلى الطرق والمياه والأراضي الزراعية، مشيرةً إلى أنّ هذا العدد الهائل للألغام الأرضية وتوزيعها بشكل عبثي سيجعل عملية إزالتها بطيئة وخطيرة.

وكانت دراسة اقتصادية قد بيَّنت أنَّ الألغام الحوثية في سهل تهامة تسبَّبت في انخفاض المساحة المزروعة بنسبة 38% خلال العام الماضي، وفقدان آلاف السكان مصادر عيشهم.

وأكّدت الدراسة التي أعدها باحثون دوليون بعنوان "تأثير الحرب على التنمية في اليمن"، أن عائدات المزارعين في منطقة تهامة انخفضت بنحو 42% عن مستويات ما قبل الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي.

وأشارت إلى أنَّ تعرُّض المحاصيل والحقول للتفخيخ والهجوم المباشر من قِبل مليشيا الحوثي أجبر المزارعين على التخلي عن الأرض وتهجير العمال الزراعيين، كما تسبب نقص الوقود وزيادة تكلفة الإنتاج والنقل في انخفاض الإنتاج الزراعي في سهل تهامة بشكل كبير.