علي محسن الأحمر والقاعدة.. جنرالٌ وتنظيم يتقاسمان الدم والإرهاب
بينما توارى نظام الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي وراء عباءة "الشرعية" الزائفة، إلا أنّهم حوَّلوا الحكومة لما يمكن اعتبارها فصيلًا إرهابيًّا بسبب انتماءات أغلب قادتها لتنظيمات متطرفة، وفي مقدمتهم الإرهابي علي محسن الأحمر.
الأحمر الذي يُنظر إليه بأنّه مُحرّك أساسي لمجريات الأمور في معسكر "الشرعية"، هي أشد قادة هذا الفصيل إرهابًا وتطرفًا، وبات يقود علاقة سيئة السمعة بين حكومة الشرعية والتنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم القاعدة.
وفي دليل يفضح علاقة الأحمر بالإرهاب، نشر رئيس دائرة العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي في أوروبا أحمد عمر بن فريد، مقطعًا مصورًا من أحد المعسكرات التي سيطرت عليها المليشيات الإخوانية في محافظة شبوة، وعلّق بالقول: "القاعدة تطلق فيديو يقدم الدليل القاطع عن أن عناصرها كانت شريكة مع قوات الشرعية اليمنية في قتال قوات النخبة الشبوانية"
وأضاف: "هنا يفاخر أحدهم بتحقيق نصر على قوات النخبة ويتهجم على الإمارات والتحالف العربي من قلب أحد المعسكرات التي تم احتلالها.. القاعدة شريك فعلي للشرعية".
علاقة محسن الأحمر بتنظيم القاعدة إلى عام 2017، حيث أتاح الأحمر أرضًا خصبةً للمجموعات والفصائل المتطرفة التي تحولت فيما بعد إلى ما يُعرف بتنظيم القاعدة.
وهناك رسائل بين الأحمر وقاسم الريمي في عام 2017، طلب فيها الأحمر تكثيف وجود تنظيم القاعدة، في مقابل تقديم الدعم المالي اللازم للتنظيم، وأكد الأحمر لزعيم القاعدة أنه يخطط للاعتماد على مسلحي القاعدة؛ لعقيدتهم القتالية، متعهدًا بالدعم المالي المطلوب.
وفي يناير 2018، كشف الباحث الأمريكي بيتر ساليسبري في دراسة نشرها معهد الخليج للدراسات ومقره واشنطن، أنّ محسن صالح الأحمر يعتبر لاعبًا مؤثرًا في شبكة من الجماعات القبلية والسنّية والإسلامية التي مركز ثقلها هو حزب الإصلاح، كما أنه متهم بالمساعدة في رعاية المجموعات المسلحة التي أصبحت في نهاية المطاف "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية".
وتقول الدراسة: "الأحمر تمكَّن من تقديم نفسه على أنَّه آخر أمل لتحقيق النصر العسكري ضد الحوثيين، وكخط دفاع أخير عن اليمن، وفي حال تمكنه من تحقيق نتائج ملموسة على الأرض، فقد يكون قادرًا على الانطلاق مرتكزا على منصبه الحالي ليهندس لنفسه عودة غير متوقعة إلى السلطة".
كما أنّ المليشيات الإرهابية التابعة لمحسن الأحمر، متورطةٌ بوضوح تام في استهداف قوات التحالف العربي والمدنيين في مناطق الجنوب، وقد برهن الهجوم الإرهابي الذي استهدف قوات الحزام الأمني في محافظة أبين في أغسطس الماضي، على علاقة علي محسن الأحمر بتنظيم القاعدة في اليمن.
الربط بين علاقة الشرعية بالقاعدة فيما يتعلق بهجوم أبين، تجلّى في إعلان ياسر الحسني، الصحفي في مكتب الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي مسوؤلية ما أسماه الجيش الوطني - وهو عبارة عن مجماميع مليشياوية تابعة لحزب الإصلاح الإخواني الإرهابي - عن الهجوم على الكمين، وبعد ذلك بساعات أعلن تنظيم أنصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة في اليمن مسؤوليته.
تزامن إعلان أنصار الشريعة مع تصريح الحسني أثبت على وجود علاقة بين قوات الأحمر والتنظيمات المتطرفة، وقد صرّح الناطق باسم المجلس الانتقالي الجنوبي نزار هيثم عن ذلك بالقول: "هذا دليل جديد على علاقة الحكومة والقوات التي يقودها علي محسن الأحمر وحزب الإصلاح بالتنظيمات المتطرفة واستخدامهم لها ضد الجنوب".