المليشيات تأكل نفسها.. اقتتال حوثي - حوثي يُسقط قتلى وجرحى بارزين
عادت صراعات الأجنحة تضرب من جديد في معسكر المليشيات الحوثي؛ تأكيدًا على دموية هذا الفصيل وتطرفه، وهي وقائع تحدث غالبًا إمّا صراعًا على نفوذ أو بحثًا عن أموال.
في محافظة إب، وتحديدًا في مديرية المخادر، اندلعت خلافات حادة بين عناصر حوثية، ووقعت اشتباكات فيما بينهم أسفرت عن مقتل قياديين بارزين وإصابة آخرين.
تفاصيل الواقعة تعود إلى إطلاق مسلحين وابلًا من الرصاص على مشرف الحوثيين في منطقة الدليل بمديرية المخادر المدعو سعد محروق والقيادي الحوثي أمين حسان الشبيبي، المعين من قبل المليشيات ضابط المباحث في إدارة أمن المخادر، ما أدى إلى مقتلهما وإصابة آخرين.
الأكثر ترجيحًا أن هذه الحادثة جاءت في إطار عمليات التصفيات الداخلية لأجنحة المليشيات الحوثية إثر خلافات على العائدات المالية والنفوذ.
الاقتتال الحوثي - الحوثي أمرٌ ليس بالغريب على "إب" تحديدًا، فالمحافظة شهدت في شهر يونيو الماضي، مواجهات دموية أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من عناصر المليشيات، بينهم القيادي الحوثي إسماعيل عبدالقادر سفيان الذي عيّنته المليشيات وكيلًا للمحافظة، حيث سقط قتيلًا في تلك المواجهات.
وبين حينٍ وآخر، يتم الكشف عن صراعات أجنحة داخل المعسكر الحوثي، وكثيرًا ما تحدث اشتباكاتٌ مسلحة، وتكون في الأغلب صراعًا على مراكز النفوذ والسلطة أو الاستحواذ على ما جمع من أموال الجبايات والإتاوات المنهوبة، ففي الأيام الأخيرة، ازدادت حدة الخلافات والصراعات بين قيادات المليشيات؛ جرّاء اتهامات متبادلة بالوقوف وراء عمليات نهب لذخائر وأسلحة متنوعة، والاتجار بها في السوق السوداء.
وأصدر زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي توجيهات مشددة بحبس أربعة من القيادات الميدانية في جبهة صعدة؛ المعقل الرئيسي للحوثيين، بعد ثبات تورطهم بالاتجار بكميات من الأسلحة والذخائر في السوق السوداء.
جاء ذلك بعد مغادرة عددٍ من مشرفي المليشيات في جبهتي صعدة وصرواح مواقع تمركزهم مع أعداد من المقاتلين؛ احتجاجًا على تنامي عمليات نهب مخزون الأسلحة والذخائر من قبل قيادات ميدانية مسؤولة عن توزيع الإمدادات والمؤن والذخائر؛ بهدف تحقيق أرباح مالية من وراء بيعها في السوق السوداء.
وانسحبت ثلاثة من القيادات الميدانية البارزة من مواقع تمركزها بجبهة صعدة، وعادت إلى محافظة عمران المتاخمة لصنعاء، ورفضت التراجع عن مواقفها؛ لقناعتها بأن نافذين من المقربين من زعيم الحوثيين هم من المتورطين في تشجيع عمليات النهب المتكررة لمخزون الأسلحة؛ كونهم يحصلون على مكاسب مالية من وراء بيعها في السوق السوداء.
ويمكن القول إنّ الأشهر الأخيرة على وجه التحديد، شهدت تزايدًا في حدة الصراعات الداخلية بين أجنحة مليشيا الحوثي، وقد شملت الجوانب الأمنية والصراع على النفوذ السياسي والعسكري.
وكان من أبرز تجليات هذا الصراع، في الفترة الأخيرة، الخلافات الحادة التي نشبت بين وزير داخلية الحوثيين عبد الكريم الحوثي ونائبه، بعد الوفاة الغامضة للوزير السابق عبد الحكيم الماوري في لبنان، وكان الصراع على وزارة الداخلية ومواردها المالية.
ومؤخرًا، أخذ الصراع الحوثي في صنعاء ومحافظات أخرى خاضعة لسلطة الانقلابيين أشكالاً جديدة ومناحي عدة، وبخاصةً بين ما يسمى جناح صنعاء والمحافظات الأخرى من جهة، وجناح المشرفين الحوثيين القادمين من محافظة صعدة.
ومعظم الصراعات التي برزت بشكل واضح داخل صفوف الحركة الحوثية هي إمّا صراعات على أموال جمعت بطريقة غير قانونية وإما صراعات على الهيمنة والنفوذ والسلطة لجهة تقاطع مصالح القيادات، وتناقض أهدافها، وعدم وجود مشروع وطني أو رؤية موحدة تجمعها.
وضمن الصراع الداخلي نفسه، تعرّض وزير الدفاع في حكومة المليشيات (غير المعترف بها) محمد العاطفي لمحاولة اغتيال في صعدة، وهو أمرٌ يندرج ضمن صراع أجنحة بين قيادات المليشيات لما يسمى بجناح صنعاء ومشرفي صعدة.
مشرفو صعدة بقيادة عبدالله عيضة الرزامي وبدعم من عبدالكريم الحوثي وبتوجيه من عبدالملك الحوثي يسعون لفرض سيطرتهم الكاملة على كل مؤسسات الدولة وإقصاء جناح صنعاء الذي يتهمونه بالولاء للرئيس السابق علي عبد الله صالح وارتكاب قضايا فساد كبيرة والعمالة للشرعية.
توجيهات عبدالملك الحوثي لأتباعه تقول "لا تثقوا بقيادات صنعاء وقبائلها عسكريين ومدنيين خونة فمن يجري وراء المال ويخون شرفه العسكري غداً سيحصل على المال يخوننا ويجب تصفيتهم قبل أن يتحولوا إلى خنجر".
وحاول الحوثيون، استدراج القيادات الكبيرة إلى الجبهات المشتعلة وبخاصةً صعدة والضالع بحجة رفع المعنويات المنهارة لمليشياتهم لكنه تتم تصفيتهم بنيران صديقة.