للجنوب انتقالي يحميه.. صوت الأحرار يجوب العالم

الأحد 20 أكتوبر 2019 02:05:39
للجنوب "انتقالي" يحميه.. صوت الأحرار يجوب العالم

بنفس القدر الذي يوليه المجلس الانتقالي على الصعيدين الأمني والسياسي داخليًّا، فإنّ القيادة السياسية الجنوبية منح اهتمامًا كبيرًا بالعمل الخارجي؛ لنقل صوت الجنوب الحر للعالم أجمع.

ومع تزايد حجم التحديات التي تُحيط بالجنوب في الفترة الأخيرة، لا سيّما مع العدوان "متعدد الأوجه" الذي تشنه المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية والتي يقودها الإرهابي علي محسن الأحمر، وصولًا إلى الاجتماعات التي تُعقد في مدينة جدة بين المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية، فقد ضاعف المجلس من جهوده على صعيد العمل الخارجي.

رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي التقى اليوم السبت، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى اليمن كانج يونج؛ لمناقشة آخر المستجدات السياسية.

اللقاء الذي جرى في مقر إقامة الزبيدي بالعاصمة السعودية الرياض، ناقش العديد من القضايا ذات العلاقة بالملف السياسي والاقتصادي في الجنوب، بالإضافة إلى مناقشة تطورات الحوار الذي ترعاه المملكة مع حكومة الشرعية.

وبحث الزبيدي مع المسؤول الصيني، الدور الذي يتطلع الجنوب إلى القيام به في مشروع طريق الحرير، مؤكدًا رؤية المجلس الانتقالي الاقتصادية للنهوض بالجنوب واستغلال الفرص الاقتصادية والاستثمارية.

الرئيس الزُبيدي أكّد خلال اللقاء، كذلك على دعم المجلس الانتقالي للعمل والسلام بدلًا من الحرب والتدمير، كما شدَّد على استعداد المجلس للتعاطي الإيجابي مع الجهود الأممية التي ترعاها الأمم المتحدة، بما يضمن للجنوبيين حقهم في المشاركة الكاملة لتمثيل قضيتهم وتحديد مصيرهم.

وأشار إلى الجهود العظيمة التي تبذلها المملكة العربية السعودية تجاه إحلال السلام وحفظ الأمن وحماية المنطقة من الفوضى والإرهاب، مشددًأ على موقف المجلس الانتقالي الثابت تجاه دعم دول التحالف العربي، والوقوف معها لمحاربة التمدد الإيراني المتمثل في المليشيات الحوثية، وكذلك مكافحة الإرهاب.

بدوره، أكّد السفير الصيني دعم بلاده لعملية سلام شاملة تضمن إنهاء الحرب وعودة السلام.

وحضر اللقاء، الوفد التفاوضي المرافق لرئيس المجلس الانتقالي، الدكتور ناصر الخبجي، وعلي الكثيري، وعبدالرحمن اليافعي، والمهندس عدنان الكاف، ومحمد الغيثي.

وفي وقتٍ سابق من أكتوبر الجاري، عقد ممثل الإدارة العامة للشؤون الخارجية بالمجلس الانتقالي عادل الشبحي، لقاءً مع سفيرة مملكة هولندا لدى اليمن آرما ماري فان ديورون في العاصمة السعودية الرياض.

اللقاء شهد مناقشة الملفات المتعلقة بالحرب في اليمن وأهم القضايا والصراع والحوار الدائر في مدينة جدة والجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإحلال السلام، حيث أكَّدت السفيرة فان ديورون، حرص بلادها على دعم الحوار والحل الشامل والجذري ليتمكن الإنسان جنوبًا وشمالًا من الحصول على حياة آمنة وتتمكن هولندا من تقديم المساعدات في معظم المجالات.

التأكيد الهولندي لحق الشعب الجنوبي في تحديد مستقبله بحرية كاملة، جاء بعد أيام قليلة من موقف فرنسي مشابه، عندما التقى الرئيس الزُبيدي بمدينة جدة، السفير الفرنسي لدى اليمن كريستيان تيستو.

وجرى خلال اللقاء تناول العديد من القضايا ذات العلاقة بالملف الأمني والسياسي في الجنوب، بالإضافة الى مناقشة تطورات حوار جدة الذي ترعاه الرياض.

الرئيس الزبيدي رحَّب بالسفير الفرنسي، وأكّد على التزام المجلس بالسلام واستعداده للتعاطي الإيجابي مع الجهود الدولية من أجل السلام بما يضمن للجنوبيين حقهم في تحديد مستقبلهم السياسي، مشدِّدًا على أنَّ حوار جدة يأتي في إطار حرص الأشقاء في المملكة تجاه حفظ الأمن وحماية المنطقة من الفوضى والإرهاب، مشيرًا إلى الموقف الثابت للمجلس تجاه دعم دول التحالف العربي، والوقوف معها لمحاربة التمدد الإيراني عبر المليشيات الحوثية.

وأشاد الرئيس الزُبيدي، خلال اللقاء، بجهود جمهورية فرنسا في دعم عملية سلام شاملة ودائمة تحت مظلة الأمم المتحدة، تضمن للجنوبيين حقهم في تقرير مصيرهم، مؤكدًا أنّ المصالح الفرنسية في محل اهتمام المجلس.

من جانبه، عبَّر السفير الفرنسي عن سروره بهذا اللقاء، وتقديره لموقف المجلس الانتقالي الجنوبي تجاه السلام المتمثل في استجابته لحوار جدة، وقال إنَّ المتغيرات والتطورات تستدعي حضور الجنوبيين في عملية السلام والاستماع لصوتهم وإيجاد حل عادل لقضيتهم.

هذه التحركات الدولية تُعبّر عن اهتمام كبير من قِبل القيادة السياسية الجنوبية "ممثلة في المجلس الانتقالي" في العمل على نقل الصوت الجنوبي للمجتمع الدولي، وهو ما يعتبر أحد أهم التحرُّكات على صعيد الحلم الأكبر، وهو استعادة دولة الجنوب عبر فك الارتباط.

وتأكيدًا لذلك، كشف الناطق باسم المجلس الانتقالي نزار هيثم في مقابلة سابقة مع "المشهد العربي"، أنّ المجلس يولي أهمية كبيرة للتحركات الدولية، وقال إنّه بموازاة العمل المؤسسي والبناء التنظيمي لهيئات المجلس داخليًّا، تم إنشاء إدارة للعلاقات الخارجية استطاعت أن تفتح العديد من المكاتب في أمريكا وروسيا وبريطانيا وأوروبا والخليج.

ولعلَّ من أكبر النجاحات السياسية التي حقّقها المجلس الانتقالي في الفترة الأخيرة، تتمثَّل في أنَّ الجنوب أصبح طرفًا رئيسيًّا في معادلة الحل للأزمة اليمنية في إطارها العام، كما حقّق المجلس انتصارًا سياسيًّا كبيرًا على حكومة الشرعية الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح الإخواني، التي حاولت السيطرة على الجنوب ومصادرة حق شعبه في تقرير مصيره.