رسالة إلى الميسري


الأخ وزير الداخلية أحمد الميسري.. الشجاعة والسياسة لا يجتمعان دائمًا، فنصيحة من محب يجب أن يتغير خطابك، لانه لا توجد نهاية للحرب إلا بالحوار.
قد تختلف اليوم مع الإمارات، وقد تكون غدًا حليفا لها كما كنت بالأمس، ولا أحد يستطيع أن ينكر ما قدمته الإمارات في ظل الغياب التام لكل أجهزة الدولة.
المجلس الانتقالي الجنوبي واحتمالية تقاربك معه ليس بالأمر المستحيل إذا وجدت نوايا حسنة.
ومثلما كان الميسري الرجل القوي بالشرعية ليس بالحرب أو بالانفعالات، بل انهُ في فترة سابقة جمع في منزله من كل الأطياف الجنوبية حيث جمع أصحاب (القرية والمنطقة والبندر).
صحيح انا لم التقي بالميسري، ولو حتى مرة، منذ تعيينه وزيرا للداخلية، ولكن كانت هناك إيجابيات  للميسري، ولكن هناك مستشارين (يسمون دائما مستشارين السوء) هم من لا يجعلون كل شيء يسير على مايرام.
صدقني أخي أحمد الميسري، أنت بحاجة إلى مستشارين صادقين  معك، ولست بحاجة إلى إعلام يشجع كل ما يردده الميسري.
من المعروف أن الشرعية (الهشة) بحثت عن مصالح شخصية وحزبية، ولم تفكر بالوطن قط، أو بالمواطن، ودول التحالف (اتفق أو اختلف البعض معها)، فلولا وجودهم لكان الوضع الاجتماعي والاقتصادي والعسكري ذهب إلى طريق مجهول، وهذه حقيقة واضحة كوضوح الشمس، ودون أي مزايدة.
سيظل الجنوب هو بيت الطاعة لكل الجنوبيين، والجنوب اليوم بحاجة إلى الحوار، وليس بحاجة الى المدفعية التي تجلب الحرب.. الجنوب بحاجة إلى تحكيم لغة العقل أكثر من الاستعراض بالعضلات؟!
صحيح، هناك جرح لازال يدمي في قلوب الجنوبيين، لكن الشجاع من سيكون البلسم لهذه الجروح.. فالحوار والتقارب يعتبران شجاعة، والحرب غالبا ما تكون وسيلة الضعفاء الذين يتظاهرون بالشجاعة ويكتمون الضعف.
الزيود والإصلاح لن يكونا مع أي طرف جنوبي دون مصلحة لهم، فهم يقدمون شيء باليد اليسرى ليأخذون المقابل باليد اليمنى؟!.
أخيرًا.. لن ينصف الجنوب إلا أبناء الجنوب أنفسهم، وهذا اليوم مهما طال سيأتي حتمًا.
..
#اعجميات