البطش الحوثي يطال الخبز.. مليشيات تسرق الحق في الحياة
واصلت المليشيات الحوثية اتخاذ الإجراءات التي تستهدف تكبيد السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها؛ بغية إطالة أمد الأزمة.
وضمن أحدث حلقات البطش الحوثي، كشفت مصادر محلية عن انعدام رغيف الخبز في صنعاء بعد إغلاق عشرات المخابز أبوابها أمامهم.
وقالت المصادر إنّ مواطنين ظلوا ثلاث ساعات يبحثون عن مخبز لشراء الرغيف، إلا أنهم لم يجدوه، حيث أغلقت أغلب المخابز أبوابها أمام السكان، وذلك بعد أن أغلق مكتب الصناعة بالأمانة الخاضع لسيطرة المليشيات أكثر من 50 مخبزًا خلال يومين بذريعة أنها مخالفة.
وتحجّج مكتب الصناعة والتجارة بأمانة صنعاء في قراره بإغلاق المخابز، بمخالفة الوزن ورفع أسعار رغيف الخبز وعدم التزامها بالشروط والمقاييس المعتمدة، فيما أنّ الهدف الحقيقي من وراء ذلك هو تأزيم الوضع الإنساني وتكبيد المدنيين آثارًا فادحة.
ويواجه السكان القاطنون في مناطق سيطرة الحوثيين، معاناة شديدة لا سيّما في ظل انعدام الصحة والغذاء وتفشي الأوبئة ووقف صرف الرواتب، الأمر الذي زاد من حدة الفقر وأغرق ملايين السكان في أزمة إنسانية لم يسبق لها مثيل.
وقبل أيام، حذَّر تقرير أممي من أنّ اليمن الغارق في نزاع مسلّح منذ أكثر من خمس سنوات، سيصبح أفقر بلد في العالم في حال استمرت الحرب حتى سنة 2022.
وقال التقرير الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إنه منذ اندلاع النزاع عام 2014، تسبّبت الحرب بزيادة الفقر في اليمن من 47% من السكان إلى 75% بحسب التوقعات بحلول نهاية عام 2019.
وأضاف التقرير: "إذا استمر القتال حتى عام 2022، فستُصنف اليمن كأفقر بلد في العالم، حيث يعيش 79% من السكان تحت خط الفقر ويُصنف 65% منهم على أنهم فقراء جدًا".
التقرير الأممي الذي يحمل أرقامًا جديدة، لكنّه لا يتضمّن جديدًا فيما يتعلق بالوضع المروّع الذي يحياه ملايين المواطنين وكشفته العديد من التقارير الأممية.
وتسبّبت الحوثيون في إغراق اليمن بأزمة إنسانية مأساوية، ينتابها الكثير من الأرقام الصادمة والمروّعة، حيث تؤكد منظمات دولية أنَّ 21 مليون شخص، من أصل 27 مليونًا، باتوا في حاجة إلى مساعدات إنسانية، فيما فقد أكثر من 100 ألف أرواحهم جراء الأوبئة والأمراض القاتلة التي تفشت جراء الحرب الحوثية.
وسبق أن اندلعت احتجاجات ضد سلطة الحوثيين في صنعاء، ففي أكتوبر من العام الماضي دعت فعاليات شبابية وطلابية إلى التظاهر والاعتصام في صنعاء ضد المليشيات، لكنّ "الأخيرة" استخدمت القوة المفرطة لوأد ما بدا آنذاك أنه بوادر "ثورة جياع" في المدينة.
وتعمل المليشيات على استخدام القوة المفرطة في تعاملها مع السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها، من أجل ترهيبهم والسيطرة على الأوضاع مبكرًا، وذلك منعًا لأي احتجاجات قد تندلع ضد الانقلابيين.
وتستهدف المليشيات طلبة الجامعات على وجه خاص، باعتبارهم الفئة الأكثر تنظيمًا والتجمعات سهلة التكوين، ولذا فقد استحدث الحوثيون الكثير من الأسلحة للسيطرة على الأوضاع في الجامعات، وهذا القمع ليس فقط على الطلبة بل على الطالبات اللاتي استحدثت لهن المليشيات "كتائب الزينبيات"، وهي مجاميع نسائية قمعية تستهدف قمع النساء والطالبات على وجه خاص.