اتفاق الرياض ودولة الجنوب.. خطوةٌ على طريق الحلم الأعظم

الثلاثاء 29 أكتوبر 2019 23:59:49
اتفاق الرياض ودولة الجنوب.. خطوةٌ على طريق الحلم الأعظم

لا يُنظر إلى اتفاق الرياض والمخرجات التي أفضى إليها، بأنّ النصر الكبير الذي كان ينتظره الجنوبيون ويحلمون به ليل نهار، بقدر ما هو خطوة أولى على طريق الحلم الأعظم، وهو استعادة الدولة وفك الارتباط.

المجلس الانتقالي شارك بفاعلية كبيرة في المحادثات التي استضافتها مدينة جدة السعودية مع حكومة الشرعية، التي قادت إلى اتفاق يُنتظر أن يتم التوقيع عليه في العاصمة الرياض، وهو اتفاق حقّق الكثير من الإنجازات للقضية الجنوبية.

إيجابيات اتفاق الرياض عديدة، منها أنّه برهن على أنّ المجلس الانتقالي هو الممثل الوحيد والشرعي للقضية الجنوبية، وأنّه يعتبر قوة سياسية فاعلة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وهو الأمر الذي حاولت حكومة الشرعية، المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني، تشويهه ليل نهار.

في الوقت نفسه، فإنّ الاتفاق مكَّن الجنوب أيضًا من أن يضع قضيته على طاولة الحل المستقبلية للحل السياسي الشامل في اليمن، وهو أيضًا وضعٌ حاولت حكومة الشرعية، العمل على إفشاله كذلك، من خلال تهميش مطالب الجنوبيين والتستُّر وراء الحرب على المليشيات الحوثية، وهي حربٌ شهدت على تكاتف من قبل القوات الجنوبية مع التحالف العربي في خندق واحد، بينما ارتمى حزب الإصلاح المخترق للحكومة في أحضان الحوثيين.

المجلس الانتقالي، من خلال هذا الاتفاق، نجح في خطته المرحلية التي هدفت كما أعلن نائب رئيس المجلس هاني بن بريك في أكثر من مناسبة، أنّ استراتيجية المجلس في المرحلة الراهنة تتمثل في توحيد الجهود للقضاء على المشروع الإيراني.

هذه الفوائد السياسية، وهي عالية القيمة عظيمة الشأن، ليست إلا خطوة إلا، وبات على المجلس الانتقالي أن يبدأ استراتيجيته التالية من هذه الخطوة، وأن يبني عليها كل خطواته التالية على طريق استعادة الدولة، بعدما قدّم الشعب الجنوبي الكثير من التضحيات وذاق الكثير من المعاناة بفعل ما تُسمى الوحدة.

ولسنوات طوال، عمل النظام الحاكم في الشمال على استهداف الجنوب بشتى السبل سواء عبر افتعال الأزمات أو ترويع السكان عبر تعاونٍ مع تنظيمات إرهابية أو تحطيم البنية التحتية للدولة، وهي صورٌ من معاناة ذاقها الجنوبيون لثلاثة عقود، وقد بات الآن من الضروري العمل على استئصال هذا الوضع المروّع.

ونجح المجلس الانتقالي في استراتيجية المرحلة الراهنة من خلال إيصال صوت القضية الجنوبية، وهو صوتٌ أصبح يصول ويجول شرق العالم وأدناه، وهو ما عبَّرت عنه صحيفة "جارديان" البريطانية التي قالت إنّ اتفاق الرياض يُعزِّز موقع المجلس في المعادلة اليمنية، بعد أن استبعد من مفاوضات السلام في أوقات سابقة.

ويثق الجنوبيون في قدرة المجلس الانتقالي، وهو الممثل الشرعي لقضيتهم العادلة، في الخطوات والاستراتيجيات التي سيسير عليها في المرحلة المقبلة من أجل تحقيق الحلم الجنوبي الأكبر وهو استعادة الدولة وفك الارتباط.