التصعيد الحوثي في الحديدة.. هدنة مُخترقة وبشاعة لا تُطاق
واصلت المليشيات الحوثية ارتكاب مختلف صنوف الانتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، لتبرهن على نواياها الخبيثة بغية إطالة أكد الحرب.
مركز إعلام ألوية العمالقة قال إنَّ مليشيا الحوثي واصلت في الساعات الماضية، ارتكاب الانتهاكات اليومية ضد حق المواطنين في مدينة حيس جنوبي الحديدة، حيث استهدفت الأحياء السكنية ومنازل المواطنين مستخدمة الأسلحة الرشاشة المتوسطة والخفيفة.
وأوضح المركز أنّ المليشيات فتحت نيران أسلحتها الرشاشة على الأحياء السكنية ومنازل المواطنين في المدينة، كما أطلقت عناصر المليشيات نيران أسلحتها المتوسطة على المواطنين المارة في الطرقات والأسواق العامة وسط المدينة.
وخلّف استهداف مليشيا الحوثي حالةً من الخوف والهلع في صفوف الأهالي والسكان لا سيّما النساء والأطفال.
يمثل قصْف الأحياء السكنية، أحد أبشع الاعتداءات الإرهابية التي تفنّنت المليشيات الحوثية في ارتكابها؛ بغية إطالة أمد الأزمة لأطول وقتٍ ممكن عبر تكبيد المدنيين أعباءً إنسانية فادحة.
وأشهرت المليشيات الحوثية أسلحتها الباطشة في وجه المدنيين، فكبَّدتهم آثارًا مروعة وأثمانًا فادحة، برهنت فيها على وجهها الدموي.
كما أنّ التصعيد الحوثي المسلح يحمل رسالة قديمة متجددة من المليشيات بأنّها لن تجنح في طريق السلام، وأنّها لا يمكن أن توقف العبث بحياة المدنيين وذلك حتى تضمن تحقيق مصالحها.
وكان مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، قد وّجّه في مطلع سبتمبر الماضي، إدانات لميليشيا الحوثي الموالية لإيران، بعدما قال إنها ارتكبت انتهاكات تصل إلى جرائم حرب في اليمن.
المجلس قال في تقريرٍ له، إنّ المليشيات قصفت مدنًا واستخدمت أسلوب حرب أشبه بالحصار، على نحو قد يمثل جرائم حرب، مؤكدًا أنّ الحوثيين اختطفوا واعتقلوا نساءً على مدار العامين الماضيين لابتزاز أقاربهن.
وتتعرض النساء لأبشع أنواع الانتهاكات من قبل المليشيات، تتنوع بين القتل والإصابة وفقدان أحد الأطراف فضلًا عن السجن والتعذيب، حتى باتت النساء في ظل الحرب الحوثية الراهنة أكثر الضحايا جسديًّا ونفسيًّا.
وسبق لتقارير حقوقية وأممية سابقة أن أدانت انتهاكات مليشيا الحوثي، خلال السنوات الماضية، حيث تتنوع بين القتل والإصابة والتعذيب والاختطاف والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري وتجنيد الأطفال وحصار المدن وتفجير المنازل.
وبخصوص الأطفال، تشير الأرقام إلى أنّ الحوثيين جندوا أكثر من 20 ألف طفل في صفوفهم، وحرموا أكثر من أربعة ملايين طفل من التعليم، كما اتهم برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة المليشيات بسرقة ونهب المساعدات الإنسانية والإغاثية.