إتفاق الرياض بوابة العبور الى الاستقلال

يأتي إتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي بعد مباحثات إستمرت لأكثر من شهر تمكن خلالها وفد المجلس الإنتقالي من الوصول الى الغايات التي كان ينشدها شعب الجنوب على مدى ثلاثة عقود من الزمن لطالما ظل ابناء الجنوب يناظلون من أجل تحقيقها لكنهم انصدموا بجبروت نظام صنعاء وقوى حرب صيف 1994م الانتهازية التي لاترى في الجنوب الا غنيمة حرب.

بعد نضال طويل ومرير سطر فيه أبناء الجنوب أروع البطولات والتضحيات وضربوا أروع الامثلة في الصمود والتصدي لقوى الاحتلال والسلب والفيد هذا الصمود الأسطوري دفع بقضية الجنوب الى أعلى المستويات ووصلت الى المحافل الإقليمية والدولية وبدأ العالم يتعاطى معها كأمر واقع ولايمكن لأزمة اليمن إن تنتهي الا بحل قضية الجنوب حلاً عادلاً.

وكانت واحدة من نتائج عاصفة الحزم والأمل هو بروز الجنوب على الساحة بقوة من خلال مقاومته الشرسة التي أذهلت العالم أجمع ليتمخض عنها المجلس الانتقالي الجنوبي الذي ضم بين حناياه أغلب المكونات المؤمنة باستعادة الدولة في وقت صعب كان لزاماً على كل الجنوبيين الإنضواء تحت مظلة الإنتقالي الذي ولد بعد سنوات طويلة من التشتت ناهيك عن المكونات الكرتونية التي تدعي بأنها جنوبية وهي تعمل في الخفاء لقوى الإحتلال وهذا مابدأ جلياً بعد ظهور المجلس الإنتقالي الجنوبي على مسرح الأحداث وكيف ذهبت هذه المكونات الكرتونية التي إستعرت عويلاً ونباحاً بعد إنكشاف حقيقتها على العلن للجميع رغم أنها تعلم بأنها لاتمتلك شعبية على الارض هذا جعل الانتقالي يتسيد المشهد في الجنوب لانه الوحيد الذي حمل قضية الشعب ودافع عنها في ميادين الوغى ودهاليز السياسة حتى بات يسيطر على أغلب أراضي الجنوب التي طهرها من براثن الغزاة.

وبناء على دعوة الأشقاء في مملكة الحزم إستجابت قيادة الإنتقالي لهذه الدعوة وحلقت الى المملكة رغبة في السلام وقد جاءت هذه الدعوة بعد سنوات طويلة من تهميش للجنوب من قبل قوى الإحتلال اليمني لكن هذه المرة يبدو أن الصميل كان قوي وهو ماأجبر شرعية الفنادق على الرضوخ والجلوس مع الإنتقالي كشريك اساسي وممثل وحيد للجنوب في اي مفاوضات قادمة لحل الأزمة اليمنية بعد أن ظلت تتماطل من دون عذر وفي هذه المرة جاءت وهي تعلم بحجم وقوة الجنوب. عسكرياً وسياسياً وأن تعنتها سيجعلها تخسر كل شئ ففضلت الإستجابة للدعوة التي قدمتها المملكة دون قيد شرط وعلى هذا الاساس أصبح الجنوب له ممثل شرعي بدون منازع وقادر على إنتزاع الإستقلال شاء من شاء وابى من أبى.

اليوم لاخوف على قضيتنا مادام هناك عيدروس الزبيدي الحارس الأمين ورفاقه الذين يدافعون عن قضية الجنوب بكل شجاعة فقد تمكنوا خلال شهرين من الحوار مع شرعية الفساد من تحقيق مكاسب كبيرة للشعب وهذا انتصار سياسي يضاف الى كل الانتصارات الجنوبية التي تحققت منذ مابعد عاصفة الحزم والتي تحسب للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي أربك حسابات المحتلين وأفشل مخططاتهم وكان اخرها ماجرى في حوار جدة الذي رسم من خلاله الجنوبيين ملامح مستقبلهم السياسي والعسكري.

ساعات قليلة تفصلنا عن توقيع اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي والشرعية اليمنية وهو اول اتفاق سياسي بين الجنوب والشمال منذ مابعد حرب صيف 1994 م الظالمة التي أقصي منها الجنوب فالجماهير الجنوبية باتت مستعدة لاحتفال بهذه المناسبة العظيمة بالنسبة للجنوبيين حيث سيدخل بعد يو الثلاثاء الجنوب العربي عهد جديد يفتح الطريق أمام المجلس الانتقال للسير بخطى ثابتة نحو تحقيق ماتبقى من خطوات الاستقلال التي بات وشيكة طالما لدينا مكون واحد يتحدث بإسم القضية بعد ان تساقطت كل المكونات الزائفة التي بات نفسها لعباد الوثن وأصبحت في مزبلة التاريخ بعد سنوات من المغالطات بإسم الجنوب البرئ منها كبراء الذئب من دم يوسف لكنه أحياناً الغباء السياسي يقود مثل هذه الوجوه للبحث عن مصالحها حتى وان كان ذلك على حساب الشعب.

يجب ان تعرف الشرعية المسعورة وصعاليكها المأجورة ان مابعد الثلاثاء ليس كما قبله وان الانتفالي بات أمر واقع وبإعتراف اقليمي ودولي رغماً عن أنف الشرعية وأدواتها البليدة ومكوناتها المشلولة لقد انتصر الجنوب لقضيته العادلة بعد أن اجتاز كل العقبات التي وضعت أمامه ليصعد الى طريق النصر من أوسع الأبواب ولم يبقى أمام قوى الفيد الا الصراخ والعويل من على قنواتهم المفضوحة وقنوات العهر والدجل كالجزيرة وما على شاكلتها ونحن يحق لنا اليوم وغداً ان نحتفل ابتهاجاً بما قد أنجزه مجلسنا على مدى فترة وجيزة. دخل فيها الجنوب حقبة جديدة. لم يعد فيها للخائن مكان ولا للفاسد مقعد ولا للعميل مكسب ولا للمتخاذل طريق بل سيكافأ الشرفاء والشهداء والجرحى والاحرار. فغداً لناظره قريب.فقد بات اتفاق الرياض بوابة العبور الى الاستقلال.