القصف الحوثي العشوائي يتسبب في نزوح آلاف الأبرياء في الضالع
بعد أن تيقنت المليشيات الحوثية من أنها لن تستطيع أن تخترق حصون القوات الجنوبية في الضالع لجأت إلى القصف العشوائي في محاولة بائسة لإلحاق الضرر بالأبرياء، وهو ما تسبب في موجه من النزوح طالت الآلاف من أبناء المحافظة التي تركوها لحين انتهاء المعارك المشتعلة منذ بداية العام الجاري.
في كل المناطق التي تتعرض فيها المليشيات الحوثية إلى هزائم عسكرية في ساحات المعارك المباشرة تلجأ إلى القصف العشوائي والذي دائما ما يطال منازل المدنيين ويتسبب في كوارث إنسانية كبيرة تعًول عليها المليشيات الحوثية في أن تكون مقدمة لإمكانية إثارة الفوضى والرعب في نفوس الأبرياء ومن ثم يفتح الطريق أمامها لمحاولة التسلل مرة أخرى.
وأكدت منظمة الهجرة الدولية أن عشرات الآلاف من المدنيين في محافظة الضالع نزحوا من قراهم جراء المواجهات العسكرية التي تشهدها المحافظة منذ مطلع العام الجاري وحتى سبتمبر الماضي، وفق تقرير حديث للصليب الأحمر، ونقلت اللجنة الدولية عن تقارير للمنظمة الدولية للهجرة، تأكيدها نزوح أكثر من 65 ألف شخص تركوا ديارهم خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2019.
وأفاد التقرير بأن هذا العدد لا يشمل موجة النازحين الجديدة الذين لا يُعرف عددهم، ولفتت إلى أن بعض الناس شوهدوا وهم مكدسون فوق بعضهم في سيارات نقل، ينتقلون من مكان إلى آخر بحثًا عن مأوى، إذ يجد النازحون الجدد مشاقا في العثور على مكان يأوون إليه.
وأشارت إلى أن كثيرا من العائلات اتخذت من المباني والمدارس في الضالع أماكن للإيواء، موضحا أن هذه المُنشآت مكتظة للغاية بشباب ونساء وأطفال ليس لديهم أي مصدر دخل.
وقالت اللجنة إن فرقها الميدانية وجمعية الهلال الأحمر في سبتمبر وأكتوبر تمكنت من مساعدة ما يزيد على 38 ألف شخص على جانبي خط المواجهة.
ومنذ مطلع العام الجاري، تشهد المناطق الشمالية والغربية بمحافظة الضالع معارك واشتباكات متقطعة بين القوات المسلحة الجنوبية ومليشيا الحوثي، أدت إلى موجات نزوح كبيرة.
وتمكنت القوات الجنوبية في مريس بمحافظة الضالع من إسقاط طائرة استطلاع مُسيرة تابعة لمليشيا الحوثي في سماء المنطقة، وجرى إسقاط الطائرة الحوثية خلال تحليقها بالمنطقة في محاولة لرصد وتصوير المواقع العسكرية، ونجحت القوات الجنوبية في استهداف الطائرة التي تعد إحدى أنواع الطائرات المختصة بالتصوير والتجسس.
وخلال الأيام الماضية كثفت ميليشيات الحوثي، من استخدام الطائرات المسيرة المفخخة والاستطلاعية، والتي قال تقرير للجنة خبراء الأمم المتحدة أنها مجمعة من مكونات مصدرها خارجي وتم شحنها إلى اليمن"، وإن "قاصف" أو "المهاجم" متطابق تقريباً في التصميم والأبعاد والقدرات التي تتمتع بها أبابيل-T ، التي تصنعها شركة إيران لصناعة الطائرات.
ولجأت الميليشيا الحوثية إلى ممارسة عملية تهجير قسري للسكان في مناطق بيت الشرجبي، وكذا اختطاف مواطنين من أهالي المنطقة، وقال مصدر محلي، إن التهجير الحوثي طال سكان قرى "العرم" و"البطحاء" و"غول عمر" و"الخبت" و"بيت النجار" و"الغثيمة"، إصافة إلى بعض الأسر من قرى "الموجر" و"بيت المعزوب".