مياه عدن.. فسادٌ ينذر بانهيار
لا يزال يحكم "الفساد"، مؤسسة المياه والصرف الصحي بالعاصمة عدن، وهو ما أثر عن مشكلات جسيمة في هذا القطاع، طالت آثارها سكان العاصمة.
وهناك الكثير من المشكلات في مؤسسة المياه، والتي تنجم عن الفساد المستمر لقادة المؤسسة، حيث وُجِّهت اتهامات لمدير المؤسسة بعقد صفقات عديدة مشبوهة واستخدامها لأغراضه الشخصية.
وبحسب مصادر مطلعة، فإنّ استمرار الأوضاع الراهنة لمؤسسة المياه ينذر بانهيارها نتيجة الخلافات المستمرة الناجمة عن هذا الفساد الحاد.
وكانت الفترة الماضية قد شهدت شكاوى عديدة بشأن انقطاع متكرر للمياه في العاصمة عدن، وقد تحدَّث نشطاءٌ لـ"المشهد العربي"، عن أنّ العديد من السكان يضطرون لشراء المياه من حافلات متنقّلة تبيعها بأسعار مرتفعة للغاية.
في الوقت نفسه، تؤكّد مصادر حقوقية ورقابية أنّ عجزًا كبيرًا لا سيّما فيما يتعلق بالصعيد المالي يسيطر على المؤسسة العامة للمياه على مدار سنوات.
وبينما تقول مؤسسة المياه إنّها تعمل على تحسين مستوى الخدمة المقدمة للمواطنين، فإنّ خطوات فعلية لم تُجرَ على أرض الواقع من أجل تغيير هذا الوضع وتوفير احتياجات الناس الأساسية.
اللافت أنّه في ظل العجز المالي في مؤسسة المياه، وهو ما يصل إلى نحو عشرة مليارات ريال حسبما أعلنت في وقتٍ سابق، ما يؤدي بدوره إلى عواقب صعبة على حياة المواطنين، فإنّ فسادًا ينخر في عظام هذه المؤسسة.
وسبق أن نشر "المشهد العربي" تفاصيل قضية فساد في المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بالعاصمة عدن، تمّ على إثرها سرقة 130 ألف دولار، استنادًا إلى معلومات تمّ الحصول عليها من المحامي والناشط الحقوقي أكرم الشاطري، الذي تحدّث عن قضية فساد المضخات وملحقاتها (عدد ٣٥) في مياه عدن والتي تبين تورط كل من (أ. س)، و(ف. ا) و(ز. ا) و(و. ب) التي بلغ حجم الفساد فيها ما يقارب 300 ألف دولار إضافةً لتعيين المتهم الثاني قائمًا بأعمال المدير العام مقابل موافقته على الصفقة واستقالة (ع. ا) بسبب رفضه لتمرير الصفقة وعدم موافقته ورضوخه لضغوطات المحافظ سالمين لقبول مضخات مؤسسة أبو الرجال رغم عدم مطابقتها للمواصفات، وبعد مراجعة بعض الوثائق الخاصة بمناقصة توريد محول ٣٣/١١ ك.ف ٥ ميجا فولت أمبير تفاجئنا بوجود قضية فساد أخرى تورط فيها المهندس فتحي السقاف في يناير ٢٠١٩ بمبلغ ١٣٠ ألف دولار".
مشكلة احتراق المحول الخاص بحقل بئر أحمد تعود إلى يونيو ٢٠١٨ ونتج عنها أزمة في تشغيل الحقل بشكل كامل، وهو ما انعكس على كمية المياه المنتجة من الحقل، كما تضرَّرت أغلب مديريات العاصمة عدن من شح الماء وعدم قدرة المؤسسة على تموينها بشكل كافٍ.
هذا الحال الخدمي المتردي بالعاصمة عدن في قطاع المياه، تزامن كذلك مع تحذيرات من ظلام دامس تغرق فيه عدن يوم الاثنين المقبل.
وحصل "المشهد العربي" على وثيقة صادرة عن مجموعة السعدي التجارية وشركات المكلاء والأهرام والعليا، موجهة إلى مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء عبد القادر أحمد عبيد، ومدير عام كهرباء عدن مجيب حازم الشعبي، تؤكد أنّ العاصمة عدن ستتعرض لظلام دامس، نتيجة انتهاء عقود تأجير طاقة كهربائية بقدرة 175 ميجاوات، وعدم سداد المستحقات المالية المترتبة عنها.
وأشارت الوثيقة إلى مذكرة سابقة وُجِّهت مطلع سبتمبر الجاري، الخاصة بموعد انتهاء الفترة التعاقدية لاستئجار طاقة كهربائية بقدرة 175 ميجاوات بين المؤسسة العامة للكهرباء وشركات تأجير الطاقة التي تنتهي فعليًّا في 30 سبتمبر المقبل كما هو محدد في تجديدات العقود.
وقالت الوثيقة إنَّ الشركات استوفت الشروط التعاقدية ونفّذت ما عليها من التزامات، في حين أنّ المؤسّسة العامة للكهرباء لم تقم بسداد المستحقات المالية لها منذ أكتوبر 2018 حتى الآن بالمخالفة للالتزام التعاقدي.