ناشطون يؤكدون أهمية التدخل المجتمعي للحد من استخدامه في المناسبات:

الرصاص .. صوت الأفراح القاتل

الاثنين 30 نوفمبر -0001 00:00:00
الرصاص .. صوت الأفراح القاتل
المشهد العربي / هويدا الفضلي

المشهد العربي/ هويدا الفضلي

"صوت الرصاص" هو هاجس الكثيرين لتمام أفراحهم ، وما زالت الأعيرة النارية منذ زمن طويل- هي التعبير الأوضح عند اليمنيين لكل مناسبة؛ غير أن ما خلفته تلك الظاهرة من أحزان تجعل الجميع يقف ثائرا ضد تماديها وضررها على أرواح الأبرياء..

 " المشهد العربي" سلّط الضوء على ذلك، واستطلع عددا من الآراء، موجزها في الآتي:

وعي غائب

يقول الصحفي والناشط رامي الردفاني : " برأيي أنه لا يختلف إثنان على أن ظاهرة إطلاق النار في المناسبات ظاهرة مدانة من كل فئات المجتمع، لكن لا يعني ذلك أن من يمارس هذه الظاهرة منبوذ، لكن أحيانا شدة الفرحة تجعلهم غير مدركين لما قد ينتج عنها من آثار سلبية".

وأكد رامي أن  اللوم قد يقع على عاتق صاحب المناسبة، لأنه هو المسؤول الأول والأخير على ممارسة هذه الظاهرة من عدمها، موضحا أن استخدام الأعيرة النارية في المناسبات قد يؤدي إلى إزهاق أرواح بريئة جاءت لتأدية واجب المشاركة في الأفراح.

ودعا إلى ضرورة تحمل المسؤولية في التوعية بأضرار الأعيرة النارية في المناسبات، معتبرا ذلك واجب ديني وأخلاقي يقع على عاتق الجميع.

الرصاص .. صوت الوجع

الناشط المجتمعي  "عبدالله بانافع" أوضح أن أبرز نتائج استخدام الرصاص في المناسبات- هو سقوط العديد من الضحايا بالرصاص الراجع.

وقال: "للأسف الشديد أن  الكل يتحدث عن ذلك والكل يشجب ويستنكر ولكن نسبة من هؤلاء يكررون الخطاء في مناسباتهم الخاصة دون أن يشعروا بغيرهم، فليس بالضرورة أن يحزن الأخرون لتفرح أنت".

 ويردف: " لابد أن  نفكر دائماً أن حريتنا  تنتهي من حيث تبدأ حرية الآخرين، علينا أن  نفكر في مآسي ما نقدم عليه، فهذا الشيء مزعج ومرتبط بحالات نفسية لدى الكثير ممن عاشوا الحرب وأيامها، أصوات  الرصاص شيء مزعج لهؤلاء  المرضى الذين يوصلون الليل بالنهار بحثاً عن ساعة نوم من شدة الأنين، وللعائدين من أعمالهم  منهكين يبحثون عن ساعة راحة  قبل أن  يبدا يوم آخر من العمل".

ورجح "بانافع " أهم أسباب تفشي الظاهرة قلة الوعي، وعدم غياب المسؤولية والتعاون في المجتمع.

كما أورد مجموعة من الأسباب التي تجعل الشباب يقبل على حمل السلاح، منها الجهل بعواقب استخدامه، والتباهي، والاعتقاد الخاطئ بأن السلاح هو رمز الشجاعة.

وتحدث عن بدائل لمظاهر الفرح، مؤكدا أن الأهازيج والزينة والرقص أجمل تعبير، داعيا الجهات المعنية إلى قول كلمتها في هذه الظاهرة التي تعد دموية بكل المقاييس- كما وصفها.

ظاهرة موروثة

وذهبت المحامية والناشطة "أقدار يوسف" إلى القول إن إطلاق الأعيرة  النارية في المناسبات والأعراس واستخدام الرصاص الحي بطريقة عشوائية من أقدم العادات القبلية السلبية، والتي انتقلت إلى المدن لتصبح  ظاهرة مخلة بالأمن والاستقرار   وتتسبب في ازهاق عشرات الأروح، كما أنها سبب من أسباب العودة إلى أسوأ العادات و التقاليد، وهي الأخذ  بالثأر، والانتقام والقتل خارج القانون، ونشوب الفتنة في أوساط المجتمع.

وأضافت: " يعد الوضع الراهن  بيئة خصبة لتلك الظاهرة،  فقد بات السلاح بيد الصغير قبل الكبير، ويباع في الأسواق دون رقيب، بل باتت بعض العناصر الأمنية جزء من تجار السلاح؛  الأمر الذي  ايقظ قانون العقاب، فعقب حرب صيف 2015م، لم تقم الأجهزة الأمنية بضبط عملية الاستحواذ على الأسلحة، ولم تشدد على مسألة ترخيص الأسلحة التي باتت في متناول الجميع، بل أنها لم تحاول عمل أي إجراءات لحصر الأسلحة وجمعها".

وترى : "يوسف" إن غياب الارادة الحقيقية لبعض المؤسسات والأجهزة الأمنية هي السبب الرئيس في تعزيز ظاهرة حمل السلاح من جهة واستخدامه في كل المناسبات من جهة أخرى..

مطالبة منظمات المجتمع المدني والمجتمع المحلي وكل الشخصيات الاجتماعية  المؤثرة أن ترفع عريضة  كمبادرة منها بإجراءات  للجهات المتخصصة لمنع حمل السلاح، بالإضافة إلى حملات توعية للمجتمع بخطورة هذه الظاهرة