مآسي ما وراء الزنازين.. رواية أخرى عن التعذيب في سجون الحوثي
يواجه المعتقلون في السجون الحوثية بالمناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات، أوضاعًا فتاكة، في ظل الانتهاكات التي يرتكبها الانقلابيون.
مصادر حقوقية قالت إنَّ الحوثيين لا يبالون بالحالة الصحية المتدهورة لكثير من المعتقلين المحتجزين لديهم في المعتقلات رغم أنّهم السبب الرئيسي في ذلك ابتداءً من وضع الكثير منهم في غرف انفرادية ضيقة وغير صحية أو وضعهم بأعداد كبيرة في غرفة واحدة تفتقد للتهوية الصحية ولا تصل إليها الشمس.
وأضافت المصادر أنّ عددًا كبيرًا من المعتقلين تعرَّضوا للتعذيب الجسدي والمعنوي فضلًا عن سوء التغذية وعدم الرعاية الطبية داخل هذه المعتقلات، ما أدَّى إلى إصابتهم بالعديد من الأمراض القاتلة ووفاة البعض منهم.
وتذكر المصادر: "وصل الحال بالحوثيين أن يقولوا لمن يشتكي من أي مرض يعاني منه ويطلب العلاج لهذا المرض أن يقول له السجان موت مكانك كما هو الحال مع الـ36 معتقل نصر السلامي وأخرين عندما اشتكوا لي في احدى جلسات المحاكمة أثناء الحديث معهم في قاعة الجلسة".
لم يكتفِ الحوثيون بذلك، بل وصل بهم الأمر إلى تهديد من يتابع عن هؤلاء الأمراض في معتقلاتهم من المحامين، حيث يقوم ما يُسمى جهاز الأمن السياسي التابع للحوثيين، بتهديد الحقوقيين والتضييق عليهم منعًا لتتبُّع المليشيات على هذه الجرائم المروعة.
وتُشدِّد المصادر على أنّ جميع المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وعلى رأسها الصليب الأحمر الدولي والمبعوث الأممي مارتن جريفيث لليمن عليهم الضغط على الحوثيين لوقف هذا العبث بحياة المعتقلين في سجون المليشيات.
وكانت رابطة أمهات المختطفين والمخفيين قسرًا قد دعت - قبل أيام - للضغط على المليشيات الحوثية من أجل الإفراج عن المختطفين في السجون، لا سيَّما أولئك المرضى في السجن المركزي بصنعاء.
الرابطة قالت في بيانٍ اطلع "المشهد العربي" على نسخة منه، إنّها حصلت على معلومات تفيد بتدهور الحالة الصحية لعدد من المختطفين المرضى في السجن المركزي بصنعاء، جراء حرمانهم من الرعاية الصحية المتخصصة.
وفي مطلع أكتوبر الماضي، كشف تقرير قدمه خبراء بتكليف من مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان تفاصيل الانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيات، بما في ذلك عنف جنسي ضد نساء في سجون يديرها الحوثيون.
وقال التقرير، الذي ازعج الحوثيين، إنّ المليشيات سعت للتغطية على جرائم اختطافها وإخفائها لعشرات النساء، باتهامهن بارتكاب أفعال "الفجور والدعارة"، وذلك لتجنب الضغوط الاجتماعية والعائلية الرافضة لتلك الممارسات.
وفي العامين الأخيرين، اتهمت النساء بالدعارة والاختلاط والفجور، وقد استخدم الحوثيون في صنعاء مثل هذه التهديدات والمضايقات عند قمع المظاهرات العامة التي تضمّ نساءً ووجهت مثل هذه الاتهامات ضد النساء كوسيلة لـ"إضفاء الشرعية" على الاحتجاز التعسفي للنساء والفتيات، بما في ذلك نشر تصوّر عن النساء والفتيات على أنهن عاهرات محتملات.