الإرهاب الأسود.. كيف انتهك الحوثيون مشروعات الإغاثة الدولية؟
لا تزال تعمل المليشيات الحوثية على التضييق على عمل المنظمات الإغاثية ونهب المساعدات الإنسانية بما يُشكل خطرًا محدقًا على الحالة الإنسانية الفادحة الناجمة عن الحرب القائمة منذ صيف 2014.
أورسولا مولر مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية ونائبة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ أكَّدت أنَّ مليشيا الحوثي لازالت تمنع نصف مشروعات المنظمات في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وتنهب الإغاثة، وتمارس العنف ضد موظفي العمل الإنساني في مناطق سيطرتها.
وقالت أورسولا في إحاطتها إلى مجلس الأمن بشأن الوضع الإنساني في اليمن، إنَّ مليشيا الحوثي تمنع تقييم الاحتياجات والرصد، وأجبرت موظفو الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية على الخروج من اليمن، عديد من المرات دون أي سبب.
وأضافت أنَّ مليشيا الحوثي تواصل فرض عدد متزايد من اللوائح التقييدية على العمل الإنساني، مؤكدةً أنَّ قيود المليشيات تعيق بانتظام تقديم المساعدة لملايين السكان، ونهبت إمدادات الإغاثة عديد من المرات واحتلت أماكن العمل الإنساني ما تسبب في تعطيل توصيل المساعدات والخدمات.
وأوضحت أنَّه خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وقعت 60 حادثة منفصلة من الاعتداءات والتخويف والاحتجاز وغير ذلك من أشكال سوء معاملة موظفي المساعدة الإنسانية.
وأشارت المسؤولة الأممية، إلى أنّ المليشيات الحوثية تتدخَّل في العمليات الإنسانية، وتمارس أعمال العنف والمضايقات تجاه العاملين في المجال الإنساني في مناطق سيطرتها، وتحاول التأثير على اختيار المستفيدين أو الشركاء المنفذين، مؤكدةً أنّ وصول المساعدات الإنسانية يشكل تحديا هائلاً في المناطق التي تسيطر عليها المليشيات.
تصريحات المسؤولة الأممية، وهي تُعبِّر عن أهوال كثيرة بشأن الجرائم الحوثية، لكنّها ليست المرة الأولى التي توجه مثل هذه الاتهامات للانقلابيين، المدعومين من إيران.
ففي وقتٍ سابق من نوفمبر الجاري، فرضت المليشيات، إتاوات مالية على المنظمات الدولية العامل، حيث ألزم الحوثيون المنظمات بدفع 60 دولارًا عن كل يوم نزول ميداني لأداء مهامهما الإغاثية والإنسانية في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.
كما فرضت المليشيات 5% من قيمة كل عقد يبرمه وكيل محلي مع تلك المنظمات، مع تنصيب مندوب منهم يشرف على كل مشروع إنساني.
وحظرت المليشيات الحوثية على المنظمات الدولية أي أنشطة إغاثية ميدانية دون تصريح يحدد مدة النزول للعاملين فيها، بجانب دفع المبلغ المقرر عن كل يوم، ويشرف على هذه العمليات القيادي الحوثي القاسم عباس شرف الدين.
وكان الحوثيون قد أصدروا مؤخرًا قرارًا يقضي بإلغاء قطاع التعاون الدولي في وزارة التخطيط، وإنشاء مجلس أعلى لإدارة الشؤون الإنسانية يدخل في اختصاصاته التعامل مع المنظمات الناشطة.
التضييق الحوثي على المنظمات الإغاثية الدولية، سواء من خلال استهداف الموظفين العاملين بها أو سرقة المساعدات أو فرض إتاوات على هذه المنظمات؛ بهدف إطالة أمد الأزمة وتكبيد المدنيين مزيدًا من الأعباء الإنسانية.
وكانت المليشيات الحوثية قد أقدمت في منتصف أكتوبر الماضي، على غلق مكاتب تابعة لمنظمة "اليونسيف" في مناطق سيطرتها، في سياسة رامية إلى التضييق على عمل المنظمات الإنسانية من أجل مضاعفة الأعباء على السكان.
هذه الخطوة الحوثية ضد "اليونيسيف" جاءت بعد رفض المنظمة تسليم المليشيات بيانات خاصة بعملها في اليمن، وقد صدر هذا القرار عن هيئة الإغاثة التابعة لسلطة الانقلابيين في صنعاء.