همس اليراع
هل سيقبل أبناء حضرموت بخطة التقسيم؟
د. عيدروس النقيب
- القرصنة ليست دعماً للقضية الفلسطينية
- القضية الجنوبية ومعضلة الخط المستقيم(1)
- لحظات في حضرة اللواء الزبيدي
- بين عبد الملك ومعين عبد الملك
من جديد تعود إلى الواجهة قضية تقسيم حضرموت ، وهي لعبة قديمة كان نظام 7/ يوليو قد خطط لها وحاول ترويجها وتسويقها منذ منتصف تسعينات القرن الماضي وقدمها على إنها الفردوس المفقود لحضرموت وأهلها.
أدرك أبناء حضرموت خطورة اللعبة وتصدوا لها بكل قوة، وعجز النظام عن تمرير مخططه، وفشلت فكرة التمزيق، وما زلت أتذكر لقاءً حضرته في مدينة المكلا مع عدد من الناشطين السياسيين على خلفية زيارة برلمانية للمحافظة ومثله لقاء آخر في مدينة سيؤون، لقاءًات شارك فيها ناشطون من كل مديريات حضرموت المترامية الأطراف، لم أسمع صوتاً واحداً يستحسن أو حتى يصمت أو يحايد في موضوع تقسيم حضرموت، بل كانوا جميعا على قلب رجل واحد، إن تقسيم حضرموت هو تأبيد تبعيتها لوافدي 7/7 وتفكيك لعرى الوحدة الاجتماعية والإنسانية بين أبناء المحافظة.
جرت محاولات عديدة لترويج فكرة التمايز أو الصراع بين أبناء الساحل والوادي والصحراء، ففشلت، ثم جاءت فكرة ترويج التنمية والنهوض (الكاذبين) ففشلت، وجرى ترويج فكرة الصراع بين السلطنتين السابقتين، فلم تجد سوقا، بل لقد أدرك أبناء حضرموت أن لا تقدم ولا وئام ولا تنمية ولا نهوض لحضرموت كل حضرموت ساحلها وواديها وصحراؤها إلا في إطار الجنوب كل الجنوب، ومن خلال التحرر الناجز من النتائج التدميرية لحرب 7/7.
الذين يستمتعون بتسويق مشاريع التقسيم يراهنون على بعض الحمقى وهم قلة ممن يتقاضون بعض الفتات فيقدمون هذه المشاريع على إنها الحل الأنجع لكل مشاكل حضرموت، لكن الحمقى لا يدركون (وربما يدركون) أن أصحاب مشاريع التقسيم من ضيوف ما بعد 7/7 لا يهمهم سوى استمرار الاستحواذ على موارد حضرموت وتكديس المليارات من عائدات تلك الموارد في أرصدتهم البنكية في الخارج، ومنح حضرموت التلوث والأوبئة والآفات المزمنة جراء العبث بالثروة والبيئة والإنسان.
هل سيكون الرئيس هادي هو العراب لتسويق ما فشل سلفه في تسويقه ضد أبناء حضرموت ومستقبلهم؟
سيكون عليه أن يتذكر أن الذين يستدرجونه إلى هذه اللعبة العبثية البائسة إنما يسعون ليس فقط لتكريس ومضاعفة محاصيلهم في حضرموت، بل وتوسيع دائرة البغض ضد الرئيس نفسه بعد أن خسر كل الشمال (تقريبا) وتراجعت بقايا ثروته المعنوية في الجنوب.
يا فخامة الرئيس!!!
أنت لست بحاجة إلى المزيد من الخصومات، فلديك ما يكفي من الخصوم، وأولهم المتحلقين حول موائدك الذين يأكلون مع ذئبك ويعوون مع راعي الضحايا، ونتمنى أن تتساءل: لماذا تعتقد أنك ستنجح في ما فشل فيه أسلافك؟ إلا إذا كنت لم تعد تهتم بما سيكتبه عنك التاريخ.