ثبتك الله بالقول الصادق أبا عصام!

مساء الإثنين الماضي، 25 نوفمبر، 2019م كنا في منتدى "الأيام" نتابع قناة "الغد المشرق" وهي تستضيف الرجل الذي يربطني به ود مشترك اللواء أحمد سعيد بن بريك (أبو عصام) رئيس الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي الجنوبي، حيث لامس كل مفاصل القضية الجنوبية باقتدار ملحوظ وبروحه السعدنية الساخرة (نسبة إلى الكاتب المصري الشهير محمود السعدني)، لأن الرجل يتحلى بالصدقية، وهي ميزة تجدها عند آخرين الذين تمتزج جديتهم بالحدة إلا اللواء بن بريك الذي يتحول إلى السخرية لامتصاص الغضب، كقوله مثلاً (حبني بالغصب).
اللواء بن بريك الذي يمتلك سعة صدر ورحابة ميدان وقلم ولسان يتصدى للموقف كفارس ولا يعجزه سؤال، وهذا هو حاله في كل لقاء سواء حول طاولة أو على الأرض، ومنها حديثه مؤخراً في اللقاء الذي استضافته قناة "الغد المشرق" التي استطاعت أن تفرض نفسها في ساحة الإعلام المرئي، وكان محور حديث اللواء أحمد سعيد بن بريك "اتفاق الرياض" الذي وقعه الجنوبيان الأخوان المشير عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية اليمنية، واللواء عيدروس قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وتجلت فروسيته عندما وضع النقاط على الحروف وكشف المستور، وكان واضحاً في طرحه وضوح الشمس في رابعة النهار عندما قال إن تسليم السلاح الثقيل يعني أن نسلم رقابنا للإصلاح والإرهاب (وهنا صرخت وأنا في منتدى "الأيام": ثبتك الله بالقول الصادق يا أبا عصام!!
كان أبو عصام دقيقا وأمينا في ترجمته لاتفاق الرياض الذي قال عنه إنه أعاد الاعتبار لتواجد التحالف في الشمال والجنوب، وأن القوات الجنوبية لن تسلم سلاحها الثقيل قبل إعادة تأسيس أمن عدن وانسحاب الشرعية من أبين وشبوة، وهو عين الصواب يا أبا عصام، ومرة أخرى أقول ثبتك الله بالقول الصادق يا سيد الرجال.
نقطة أخرى وهي من جملة نقاط لامسها هذا الرجل الحصيف أن هذه الاتفاقية: أعطت اعترافا إقليميا ودوليا ومحليا لدور المجلس الانتقالي على الأرض، وبالتالي مشروعية المجلس الانتقالي بقيادة الجنوبيين نحو قضيتهم واستعادة دولتهم في مرحلة من المراحل القادمة، وكان هذا الفارس المغوار ينتقل من نقطة إلى أخرى وكأنني كنت أمام مدرس مقتدر للرياضيات وهو يحل مسائل في المعادلات الرياضية الجبرية:
a + b = C
C - a = b
b = a
لا يسعني في الأخير إلا أن أقول: بص شوف أبو عصام بيعمل إيه.
أسال الله أن يطيل عمرك ويمتعك بالصحة وهدوء البال في الإقامة والترحال يا سيد الرجال!