للجنوب درع يحميه.. الضالع تشهد على انكسارات الحوثي
واصلت القوات الجنوبية دحر المليشيات الحوثية في محافظة الضالع، مُسطّرةً دروسًا قتالية بطولية في الدفاع عن الأرض ومواجهة الأعداء.
ففي الساعات الماضية، تمكَّنت القوات الجنوبية من كسر هجوم على مناطق بتار والحره ولقروض شمال حجر غرب الضالع، حيث شنَّت المليشيات هجومًا عنيفًا من اتجاه الصولية، مستخدمة أسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة من مواقعها المتركزة في المخياعة وحبيل العبد وكذا حبيل جلاجل شرق الشامرية.
وخاضت المليشيات معارك طاحنة مع وحدات من اللواء الأول والثالث مقاومة وكتائب الشوبجي، وتمكَّنت من كسر الهجوم بعد تدخُّل مدفعية اللواء الأول مقاومة وسحق متارس المليشيات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة من مختلف مواقع تمركز الألوية الجنوبية وكذا القوات المشتركة المساندة.
ونجحت القوات الجنوبية في دحر المليشيات بعد معركة هي الأعنف خلال هذا الأسبوع، ويعتبر هذا الهجوم هو الرابع خلال أقل من 48 ساعة بعد فشلها وتراجعها في جميع الهجمات وإخفاقها في تحقيق أي تقدم يذكر.
كما شهدت الأيام الماضية تطورات ميدانية مهمة، حيث اندلعت اشتباكات في مختلف النقاط المحورية والجبهات القتالية شمال وغربي محافظة الضالع، تركزت في جبهة الفاخر الاستراتيجية واستخدمت فيها المدفعية وأسلحة الدروع.
وصرّح مصدر ميداني في اللواء الرابع مقاومة جنوبية المرابط في لكمة عثمان الاستراتيجية جنوبي مدينة الفاخر بأنّ قوات اللواء مسنودة بوحدات من الحزام الأمني وتشكيلات عسكرية أخرى أفشلت تسللًا لمليشيا الحوثي في محيط بلدة مرخزة، الواقعة ضمن نسق الجبهة الأول مكبدة المليشيات الحوثية خسائر جديدة.
وشهدت جبهة بتار تبادلًا للاشتباكات المتقطعة بالأسلحة المتوسطة والخفيفة بين القوات الجنوبية ومليشيا الحوثي المتمركزة في منطقة الشامرية، وسط أنباء عن مواصلت المليشيات استقدام تعزيزات كبيرة.
وقال القائد الميداني في كتائب الشوبجي إسماعيل الأعجم إنَّ كتائب الشوبجي تلقّت معلومات من مصادر موثوقة عن قيام المليشيات بحشد كبير لمسلحيها في حبيل يحي، باتجاه قرية لقروض والثوخب.
وأضاف الأعجم أنّ عملية التحشيد المليشياوي سبقتها قيام مليشيا الحوثي بمناوشات متقطعة بالأسلحة الرشاشة والخفيفة بين الجانبين، هدفت من وراءه ذلك إيصال تعزيزاتها لمواقعها الأمامية، حيث تمّ رصد وصول طقمين عسكرين أحدهما ديشكا تم إنزاله في موقع الموصلية المحاذي لمنطقة الشامرية.
وردَّت المليشيات الحوثية على خسائرها الضخمة التي منيت بها أمام القوات الجنوبية في محافظة الضالع التي كثرت في الفترة الماضية، عبر تصعيد استهداف المدنيين.
المليشيات الحوثية أقدمت على اعتقال عدد من أبناء مديرية الحشاء بتوجيهات من المشرف الأمني للحوثيين بمحافظة الضالع، حيث قالت مصادر محلية إنَّ مسلحي الحوثي استوقفوا ثلاثة مواطنين في نقطة حبيل الذرية القريبة من مدخل محافظة الضالع وقاموا باقتيادهم إلى مكان مجهول.
وجاءت هذه الاعتقالات بتوجيهات من المشرف الأمني للمليشيات الحوثية بالضالع المدعو عبداللطيف الشغدري المعين من قبلها مديرًا للأمن والذي وجه بفرض حصار على مديرية الحشاء ومنع المواطنين من الوصول إلى المحافظات الجنوبية.
القوات الجنوبية تُحقِّق يومًا بعد يوم انتصارات خالدة على الحوثيين، تبرهن على وقوف الجنوب في خندق واحد إلى جانب التحالف العربي في مجابهة المليشيات، في تأكيد للالتزام السياسي الجنوبي بعد المشاركة الفاعلة للمجلس الانتقالي في محادثات جدة التي أفضت إلى اتفاق الرياض التي هدفت إلى ضبط بوصلة الحرب على الحوثيين.
يأتي ذلك على عكس المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية، المُرتمية في أحضان الانقلابيين المدعومين من إيران، وقد تسبّبت هذه العلاقات في إطالة أمد الحرب وعرقلة حسم التحالف العربي لها.