بعد موجة من إرهاب الإصلاح.. الانتقالي يداوي جراح العاصمة عدن
عانت العاصمة عدن على مدار السنوات الماضية والتي شهدت تواجد عناصر الإصلاح الإرهابيين المتخفين في ستار الشرعية موجات متعددة من الإرهاب، غير أن الوضع تغير منذ أن فرت هذه العناصر هاربة إلى مأرب منذ شهر أغسطس الماضي، فيما شهدت العاصمة في تلك الأثناء استقراراً ملحوظاً بفعل جهود المجلس الانتقالي.
ولم تقتصر أدوار المجلس الانتقالي في العاصمة عدن على الجوانب الأمنية بل أن الخدمات الاجتماعية والاقتصادية والتخطيط إلى مستقبل العاصمة حظي باهتمام مكثف انعكس على جملة من الفعاليات التي نظمها خلال الأيام الماضية، والتي عبرت عن وجود رؤية تتخطى الأوضاع الحالية والتخطيط لما هو آت في المستقبل.
ونظمت كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة عدن، اليوم الاثنين، مؤتمراً علمياً، حمل عنوان (المستقبل الاقتصادي لمدينة عدن)، وشارك به نخبة من الأساتذة والأكاديميين وخبراء الاقتصاد، برعاية المجلس الانتقالي الجنوبي.
وركز المؤتمر على الأهمية التاريخية للعاصمة عدن والمكانة المستقبلية للمدينة وميناءها في ظل طريق الحرير الجديد، والموقع الجغرافي لميناء عدن وأهميته الملاحية والتجارية والاستثمارية.
وأكد مساعد الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي فضل الجعدي، خلال كلمته بالمؤتمر، أن أهدافه ومحاوره تقدم رؤية لما يجب أن يكون عليه واقع الاقتصاد في العاصمة عدن والجنوب بشكل عام .
وبين الجعدي، أن إعادة بناء الهياكل الاقتصادية الأساسية وتنميتها هي تحد رئيسي في مواجهة الفساد وحالات التسيّب والاختلالات التي يشكل عائقا أمام الاستثمار وتدفق المال والاستثمار الأجنبي.
وعن دور القيادة السياسية في المرحلة الحالية، قال الجعدي، إن القيادة السياسية برئاسة اللواء عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي، تتحرك على المسرح الإقليمي والدولي بترحاب كبير وتفهم سياسي داعم ودبلوماسي مشهود، موضحا أن الهدف هو استعادة الدولة الجنوبية الفيدرالية كاملة السيادة والمنفتحة على محيطها الجغرافي وفق علاقات دولية قائمة على المصالح المشتركة تحفظ لدولة الجنوب مصالحها العليا.
وأوضح ، أن المسؤولية العلمية تستوجب الحرص على تحليل وقراءة الواقع بكل مثالية وانعكاساته على كل مناحي الحياة بما فيها مؤسسات الدولة، وإن ما ينجم عن ذلك التحليل وتلك القراءة من مؤشرات ستدفع بالعملية التنموية إلى مراتب متقدمة تضمن تطور أمن البلاد ومستقبل الأجيال.
وبالتوازي مع انعقاد هذا المؤتمر، التقى الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، ظهر اليوم الاثنين، قائد لواء حماية المنشآت الحكومية العميد أحمد مهدي بن عفيف، في مقر رئاسة المجلس بالعاصمة عدن.
وناقش اللقاء خطوات تنفيذ اتفاق الرياض الموقع بين المجلس وحكومة الشرعية، وجوانب استلام اللواء مهام تأمين باقي المنشآت والمؤسسات المهمة في العاصمة عدن والمحافظات، واطلع الرئيس الزُبيدي على المهام المكلف بها لواء حماية المنشآت الحكومية والأدوار المهمة التي ينفذها في سبيل تطبيع الأوضاع وعودة مرافق الدولة للعمل، وأشاد بأداء منتسبيه.
واكد العميد أحمد بن عفيف أن لواء حماية المنشآت الحكومية يقوم بتأمين المرافق والمؤسسات الحكومية في محافظتي عدن ولحج ويبذل جهودا جبارة لإنجاح وتعزيز الأمن والاستقرار في العاصمة عدن وعموم المحافظات.
وعلى مستوى الخدمات العامة، أزاحت فرق المجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الاثنين، الكثبان الرملية الزاحفة (المتحركة)، التي غطت الطريق الدولي الواصل بين العاصمة عدن ومحافظة أبين.
وتحركت فرق المجلس الانتقالي الجنوبي، بالتنسيق مع الجمعية الوطنية ومكتب الأشغال العامة والطرقات بمحافظة أبين، وذلك على إثر المناشدات التي تلقتها الجمعية الوطنية من المسافرين الذين طالبوا، بإزاحة الكثبان الرملية من الطريق، بعد أن تسببت في حوادث مرورية كثيرة راح ضحيتها الأبرياء.
وعلى الجانب الأمني، كثًفت إدارة أمن العاصمة عدن من جهودها لضبط الجناة في واقعة اغتيال مدير البحث الجنائي بمركز شرطة المنصورة الرائد صلاح الحجيلي، وأكدت على مواصلة عملها نحو مكافحة الإرهاب بالعاصمة وتجفيف منابعه.
وقالت إنها تستمر في أعمال البحث والتحري وجمع المعلومات والاستدلالات؛ لتعقب الجناة بالواقعة والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة، ولفتت إلى أن الرائد الحجيلي سبق وتعرض لمحاولة اغتيال في عام 2016، مبينةً أنه كان له دوراً فاعلاً في عملية ضبط الأمن وإعادة الاستقرار لمديرية المنصورة.