أنصار صالح في ذكرى الاغتيال


في عام 2011م وبعد حادثة مسجد النهدين اتصلت بي بعض القنوات الفضائية لتطلب رأيي في ما تعرض له الرئيس السابق وأنصاره فلخصت رأيي بالقول بأنني أشعر بالأسف لما جرى للرئيس وأنصاره، فنحن لا يمكن أن نكون سعداء بأننا نصارع جرحى وموجوعين ومشلولي القدرات بل إن ما جرى يمثل هزيمة لكل الأطراف السياسية في المعركة التي تشهدها البلد.
* * *
في ذكرى اغتياله الثانية أغرق أنصار وأقارب وأبناء الرئيس السابق على عبد الله صالح الفضاء الإعلامي بمجموعة من المقالات والمنشورات والتصريحات ومقاطع الفيديو ومختلف الوسائط التي تمجد الرئيس السابق الذي تصارع المتصارعون فيما إذا كان مخلوعاً أو غير مخلوع، وفي إحدى المجموعات التي أتابعها لم يبق المادحون صفة من صفات الملائكة وألأنبياء إلا ونسبوها إلى زعيمهم المغدور.
نحن المختلفون معهم لم نحب أن نخدش مشاعرهم ولا أن نزاحمهم هذا الشعور بالحزن على زعيمهم ونقدر الوضع النفسي لهم لكننا نتمنى أن يتواضعوا ويتعلموا من تجربة إخفاقات النظام الذي أسسه وبنى حياته السياسية عليه على مدى ما يفوق ثلث قرن من الزمان شابته آلاف الأ×طاء والدسائس وقلت فيه النجاحات إلا ما كان منها شخصيا أو حزبياً، وعموما هذا ليس مقام التقييم والتحليل.
أولى الخطوات التي سيبرهن بها أنصار الرئيس السابق وأولاده وأقاربه على إنهم صادقون في ادّعائهم الانتماء إلى الوطن والمواطن تتمثل في أن يعترفوا بأخطاء نظامهم وفي مقدمتها خطيئة غزو وتدمير الجنوب وتحويله إلى غنيمة حرب، ومن ثم الإقرار بحق الشعب الجنوبي في اختيار طريقه المستقبلي بحرية وبلا وصاية، ثم بعد ذلك أن يعيدوا المنهوبات التي استحوذوا عليها بقوة السلطة، وأن يخرجوا من تحت مكيفات الفنادق ليعيشوا في العراء وأن يناموا في الصحاري والمعسكرات والدُشَم وأن يأكلوا الخبزة المعفرة بالتراب ويصفوا في الطابور العسكري مع الجنود الذين ظلوا على مدى ثلث قرن يتعهدون بأن يفدوا الزعيم بالروح والدم في حين كانت رواتبهم تسرق ومخصصاتهم تنهب ومستحقاتهم يذهب معظمها إلى جيوب القادة واسرهم تعاني من الجوع والسغب.
التصريحات والمنشورات المصورة والمكتوبة في ردهات فنادق الخمس النجوم لن تحرر وطنا ولن تهزم عدوا بل إنها تطيل في عمر الأعداء الذين يمعنون في نشر تلك المنشورات ومقاطع الفيديو لتبيان الفرق بين هؤلاء القادة وقواعدهم التي تصدقهم بأنهم سيحررون الوطن وينتصرون للشعب وهو ما لم يفعلوه عندما كان بإمكانهم أن يفعلوا.