الحوثي وسوء التغذية.. هل يفقد اليمن جيلًا بأكمله؟

الثلاثاء 10 ديسمبر 2019 21:57:50
 الحوثي وسوء التغذية.. هل يفقد اليمن جيلًا بأكمله؟

"في حالة عدم التدخل لمواجهة سوء التغذية، فإن جيلاً بأكمله سيكون عرضة للخطر".. تحذيرٌ جديد من نوعه، يكشف هول المأساة الناجمة عن الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014.

التحذير صدر عن برنامج الأغذية العالمي الذي دعا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة حدوث سوء التغذية الذي انتشر في اليمن، مع مرور نحو خمس سنوات على الحرب.

وحذّر البرنامج، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أنّه في حالة عدم التدخل لمواجهة سوء التغذية، فإن جيلاً بأكمله سيكون عرضة للخطر.

وقال البرنامج إنَّه تمكّن من الوصول إلى 2,2 مليون شخص من الأمهات والأطفال في اليمن خلال العام الحالي، عبر 3400 مرفق صحي موزعة في جميع أنحاء اليمن، وقدّم مساعدات منقذة للحياة لمعالجة سوء التغذية والوقاية منه.

وهذا ليس التحذير الأول من نوعه الذي يكشف عن هول المأساة الإنسانية في اليمن، الناجمة عن الحرب الحوثية، فصدرت قبل ذلك عديد التقارير التي بيّنت هذه المآسي دون أن يتخذ المجتمع الدولي إجراءات رادعة على الأرض توقف هذا العبث الفتاك.

وفيما يتعلق بـ"سوء التغذية"، فقد بيّنت إحصائيات صادرة عن الأمم المتحدة عن حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة التي صنَّفتها الأسوأ عالميًّا، حيث يواجه اليمن أكبر أزمة أمن غذائي في العالم، ويعيش حوالى 20 مليون شخص في ظل انعدام الأمن الغذائي ويكافحون لإطعام أنفسهم غير متأكدين من أين سيحصلون على وجبتهم التالية.

ومن بين هؤلاء، يعيش حوالى 10 ملايين شخص 70٪ منهم أطفال ونساء يعانون من انعدام شديد للأمن الغذائي أي على بعد خطوة من المجاعة، بحسب الأرقام الأممية.

وأشارت نتائج التقييم الطارى للأمن الغذائي والتغذية إلى تجاوز مؤشر سوء التغذية الحاد (الهزل) في محافظات الحديدة وحضرموت وحجة وأبين عتبة 25٪ حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، بينما بلغ سوء التغذية المزمن (التقزم) مستويات حرجة تجاوزت 60٪ في 14 محافظة من أصل 22 محافظة.

وكذلك، كشفت وثيقة الاحتياجات الإنسانية التي أعدتها المنسقية الإنسانية للأمم المتحدة "أوتشا" أنّ نحو مليوني طفل و1,5 مليون امرأة حامل أو مرضعة يعانون من سوء التغذية الحاد، كما تواجه حاليًّا 127 مديرية من أصل 333 مديريةً مخاطر متزايدة بالانزلاق إلى المجاعة تصل إلى أكثر من 60٪ من عدد السكان.

ومع ارتفاع سوء التغذية الحاد، تزداد مخاطر تعرض الأطفال للوفاة، كما يؤثر ذلك سلبًا على نمو الأطفال وقدراتهم العقلية وبالتالي يسبب انخفاض إنتاجيتهم عند دخولهم سوق العمل في المستقبل، ولذلك بات سوء التغذية خطرًا محدقًا بحياة الأطفال اليمنيين.

وتكشف تقارير أممية أيضًا، أنّ ثلاثة من كل خمسة أطفال بعمر يتراوح بين 5 إلى 69 شهرًا سيعانون من سوء التغذية الحاد في العام الجاري، بينما 2,5 مليون امرأة حامل ومرضعة ومسؤولات عن رعاية أطفال دون الثانية من العمر يحتجن إلى استشارات ونصائح حول أساليب الطعام وتغذية المواليد وصغار السن بعمر يوم إلى 23 شهرًا.

كما أنّ هناك 1,8 مليون طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد "المعتدل"، و500 ألف طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد "الوخيم"، و1,5 مليون طفل دون الثانية من العمر يحتاجون إلى مكملات غذائية دقيقة، كما أنَّ عشرة ملايين امرأة مرضعة وحامل يعانين من سوء التغذية الحاد و5 ملايين طفل دون سن الخامسة بحاجة إلى مكملات فيتامين (أ).

في الوقت نفسه، كشفت منظمة الصحة العالمية أنّ سوء التغذية الحاد الكلي يكون مقبولاً عند أقل من 5٪ وضعيفًا، دون نسبة 10٪ وطارئًا عند أكثر من 15٪.