نزوح مكثف في 2019.. هروبٌ من الموت الحوثي

الأربعاء 11 ديسمبر 2019 20:44:00
 نزوح مكثف في 2019.. هروبٌ من الموت الحوثي

منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، ارتكبت الكثير من الجرائم والانتهاكات مُخلِّفةً وراءها بشاعة لا نظير لها، اضطر أعداد كبيرة من السكان للفراار من مأساتها.

وإزاء تفشي الإرهاب الحوثي، قتلًا وتجويعًا وإمراضًا وغير ذلك، فقط اضطر الكثيرون للفرار، باحثين عن فرص مواتية لحياة آمنة ومستقرة تراعي آدميتهم، بعدما قضت المليشيات الحوثية بجرائمها المتعددة فرص هذه الحياة.

المنظمة الدولية للهجرة كشفت في بيانٍ مقتضب، عن نزوح ما يقارب 393 ألف شخص باليمن منذ بداية العام الجاري وحتى الآن.

وقالت المنظمة إنها تعمل مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين على مساعدة مئات الآلاف من النازحين من خلال بناء ملاجئ خاصة بهم وإقامة منازل مؤقتة لعائلاتهم.

وفي وقتٍ سابق، قدَّرت مصادر حقوقية أنّه تمَّ تشريد أكثر من 20 ألف شخص في محافظة حجة في النصف الأول من عام 2019، حيث يستمر النزوح المتقطع في مديرية عبس التي تستضيف 100 ألف شخص من النازحين داخليًّا.

النزوح الكبير تزامن مع هجمات حوثية إرهابية مكثفة على عديد من المناطق في محافظة حجة لا سيّما مديرية عبس، ومستبأ وشرق حيران، وجنوب مديرية حرض الحدودية مع السعودية.

وتقول منظمة أطباء بلا حدود إنّ فرقها المعنية لاحظت زيادةً مستمرةً في عدد المرضى الذين يبحثون عن الرعاية الصحية في مستشفى عبس، مرجعةً الزيادة في عدد المرضى إلى القتال المستمر في شمال المنطقة.

وأشارت المنظمة إلى أنَّ العديد من السكان الذين يعيشون في عبس والمناطق المحيطة بها يفتقرون إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك مياه الشرب والغذاء والمأوى والحصول على الرعاية الطبية، معربةً عن قلقها إزاء تصاعد القتال، والذي قد يؤدي إلى تشريد أكثر من 400 ألف شخص.

إجمالًا، تسبّبت الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية منذ صيف 2014 وتخلَّلتها الكثير من الانتهاكات، وأحدثت حالة إنسانية شديدة البؤس.

ووثّقت تقارير دولية حديثة الآثار الناجمة عن الحرب الحوثية، حيث أعلنت منظمة الهجرة الدولية، في مطلع نوفمبر، نزوح أكثر من 360 ألف شخص من منازلهم في الفترة من يناير إلى سبتمبر الماضيين؛ نتيجة تزايد القتال في مناطقهم.

وقالت المنظمة الأممية إنّها سجَّلت نزوح 364 ألفًا و323 شخصًا في الفترة المذكورة، مؤكّدةً ارتفاع النازحين منذ بداية الحرب إلى أكثر من 3,6 مليون شخص وهم بحاجة إلى الحماية الإنسانية والمساعدة.

وأكدت “الهجرة الدولية” أنّ الأشخاص النازحين الذين يعيشون بالفعل في ملاجئ مؤقتة هم من بين أكثر الناس تضرُّرًا، حيث يجدون أنفسهم مشردين للمرة الثانية أو الثالثة أو الرابعة.

وارتكبت المليشيات الحوثية كافة صنوف الانتهاك على مدار سنوات الحرب، مُخلِّفةً وراءها بؤسًا حادًا، ولا تقتصر المعاناة الناجمة عن الحرب الحوثية على الإرهاب الفتاك وحسب، بل تسبَّبت المليشيات جرّاء حربها العبثية في أزمة نفسية شديدة البشاعة.

وقالت منظمتا هانديكاب إنترناشونال المتخصصة فى مجال الإعاقة، والمنظمة الدولية للمعوقين إنَّ الحرب الحوثية تسبّبت في آثار نفسية مرهقة للغاية، وأنّه لا يزال الدعم النفسي والاجتماعي يمثل تحديًّا في منطقة لا تحظى فيه فكرة الضائقة النفسية إلا بمصداقية قليلة.