صنعاء بلا انترنت.. الحوثي يستعين بالتجربة الإيرانية
استعانت المليشيات الحوثية بتجربة إيران (الداعمة للعناصر الانقلابية)، في وأد المظاهرات قبل انطلاقها، وذلك بعد أن قطعت خدمات الانترنت عن صنعاء، في خطوة تستهدف تحقيق مكاسب اقتصادية لبعض الشركات التابعة للمليشيات والتي تسعى للهيمنة على سوق الانترنت في أعقاب عودته للعمل من جديد، وكذلك كإجراء استباقي لأي مظاهرات محتملة.
وأقرت ميليشيات الحوثي الانقلابية قطع شبكات الإنترنت المحلية في مناطق سيطرتها، بعد أسابيع على رفعها سعر تعرفة الإنترنت بنسبة تجاوزت 130 بالمئة، وبحسب مصادر محلية فإن العناصر الانقلابية باشرت بالفعل، منذ يوم الخميس الماضي، تنفيذ قرارها في عدد من أحياء صنعاء، والمناطق الواقعة تحت سيطرتها.
ولجأت إيران إلى الحيلة ذاتها لإخماد المظاهرات التي اندلعت منتصف الشهر الماضي، بعد أن خرج آلاف المواطنين الإيرانيين إلى الشوارع للاحتجاج على قرار رفع أسعار البنزين الذي أعلنته طهران، ونفذت السلطات في حينها حملة اعتقالات واسعة لم تخل من اشتباكات أدت إلى سقوط قتلى، وهو الأسلوب ذاته الذي تتعامل به المليشيات مع أهالي صنعاء بالوقت الحالي.
وستؤدي الحملة الحوثية ستؤدي إلى فقدان كبير لخدمة الإنترنت في مديريات وأماكن كثيرة لا تصل إليها الخدمة، فيما استنكر ملاك الشبكات، قرار الميليشيات الحوثية رفع تعرفة الإنترنت، معتبرين تلك الإجراءات حربا عليهم، وتضييقا على نحو أكثر من خمسة ملايين مواطن يستخدمون خدمة "واي فاي" في مناطق سيطرة الحوثيين.
ويعد انتهاك حقوق المواطنين بالتعامل مع شبكات الانترانت واحدة من ضمن 98 ألف انتهاك حوثي ضد المدنيين منذ انقلابهم على السلطة في العام 2014، وشملت تلك الانتهاكات 18 محافظة يمنية، بحسب تقرير حقوقي يمني.
وأفادت «الشبكة اليمنية للحقوق والحريات»، في بيان لها بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، بأن فريقها الميداني رصد 40 ألفاً و222 حالة قتل، طالت المدنيين اليمنيين في 18 محافظة، بينهم 618 امرأة، و974 طفلاً.
كما وثق التقرير مقتل 646 مدنياً، جراء الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي، بينهم 123 طفلاً و157 امرأة. كما وثّق 33 ألفاً و438 حالة إصابة في صفوف المدنيين بسبب الألغام، بينها 2467 امرأة، و1780 طفلاً.
في سياق آخر، أشار التقرير إلى بلوغ عدد المختطفين والمختفين قسراً من المدنيين، لدى مسلحي جماعة الحوثي، نحو 12 ألفاً و636 مختطفاً ومخفياً في 20 محافظة يمنية، بينهم سياسيون وأكاديميون وناشطون وتربويون وأطباء. وأوضح أن من بين المختطفين 222 طفلاً و52 امرأة و7 أجانب.
وبحسب التقرير، فقد سجلت فرق الرصد التابعة للشبكة نحو 2537 حالة إخفاء قسري لمواطنين، بينهم 231 امرأة و158 طفلاً.
كما رصدت 719 حالة تعذيب في سجون الحوثيين، و21 حالة اتخاذ دروع بشرية، و48 حالة تصفية داخل السجون، و19 حالة وفاة بسبب الإهمال في السجون، و23 حالة وفاة لمعتقلين بنوبات قلبية.
وشملت الانتهاكات الحوثية، التي تطرق إليها التقرير، كل الممتلكات العامة والخاصة، كالاقتحامات والتفتيش ونهب الممتلكات وتفجير المنازل والمساجد ودور العبادة ومقار الأحزاب السياسية وإحراق منازل وقصف عشوائي متعمد، والتمترس في الملاعب والأندية الرياضية والمواقع الأثرية السياحية، ونهب المعسكرات واحتلال المقار الأمنية والمؤسسات التعليمية والطبية ومنازل المدنيين، واتخاذها مواقع عسكرية.
وأشارت الشبكة، في تقريرها، إلى رصد 27 ألفاً و744 حالة انتهاك، طالت المواقع المدنية ومؤسسات أهلية ومحال تجارية ومزارع ومركبات خاصة بالمواطنين، ونهب المقتنيات.
ولفتت إلى أن الانتهاكات شملت تفجير 386 منزلاً بمادة «تي إن تي»، ونهب 519 مركبة، إضافةً إلى 535 حالة انتهاك طالت مزارع المواطنين، و928 حالة نهب مقتنيات.
كما رصد الفريق 5475 حالة انتهاك طالت الممتلكات العامة، و1692 حالة تضرر وإغلاق للمرافق التعليمية، و1245 حالة تضرر وإغلاق للمرافق الصحية، و1342 حالة نهب واستيلاء على المقار الحكومية، و110 حالات تضرر معالم أثرية.
وأكد التقرير أنه تم رصد 954 حالة انتهاك طالت دور العبادة، و132 حالة تفجير جسور عامة، وإغلاق تسع قنوات إعلامية، ونهب وإغلاق تسع صحف إخبارية. كما قامت الميليشيات الحوثية بحجب 120 موقعاً إلكترونياً، وقمع 60 وقفة احتجاجية، إضافة إلى إغلاق 18 منظمة حقوقية، وإغلاق ثماني إذاعات مسموعة.