خنازير الحوثي في إب.. إهمال المليشيات ينهش أجساد الفقراء
انضم مرض أنفلونزا الخنازير إلى قائمة الأمراض الفتاكة التي أصبحت مصدر تهديد مرعبًا للسكان القاطنين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بعدما ارتكبت المليشيات صنوفًا عديدة من الانتهاك ضد القطاع الصحي على مدار السنوات الماضية.
محافظة إب سجّلت في الساعات الماضية حالة جديدة جرّاء مرض إنفلونزا الخنازير، حيث توفي شخصٌ في أحد مستشفيات مدينة إب متأثرًا بإصابته بهذا الوباء، وذلك بعد مرور يوم واحد من وفاة شخص آخر بذات الوباء.
وفيما يسود الرعب بين السكان في مناطق الحوثي جرّاء انتشار هذا الوباء، فإنّ المليشيات فرضت نوعًا من التكتم والسرية من أجل احتواء هذه الأزمة العاصفة.
وكانت مصادر طبية في صنعاء قد كشفت قبل أيام، عن ارتفاع حالات الوفاة بإنفلونزا الخنازير إلى 22 حالة، إلى جانب إصابة 67 آخرين خلال شهر أغسطس فقط.
الارتفاع في ضحايا هذا المرض الفتاك يكشف الحجم الكبير من المعاناة التي يمر بها السكان من الأمراض والأوبئة التي تسبَّبت المليشيات الحوثية في تفشيها، في ظل عدوان مستمر على القطاع الصحي.
وأنفلونزا الخنازير هي عدوى يسببها فيروس أنفلونزا يؤذي صحة الخنازير ويسبب تلوُّثًا في رئتي الخنزير، وفي حالات معينة يمكن أن ينتقل الفيروس إلى الإنسان وأن ينتشر فينتقل من شخص إلى آخر، وبالرغم من أن هناك عدة أنواع من الفيروس المسبب لأنفلونزا الخنازير، إلا أن النوع الذي يثير قلق الأجهزة الصحية، بشكل خاص، هو الفيروس من نوع "H1N1".
وحين يصاب شخص ما بأنفلونزا الخنازير قد يشعر بالتعب وبأوجاع في الجسم، التهاب في الحلق، وحمى وسعال، وهذا المرض في أغلب الحالات، ليس خطيرًا، لكنَّه قد يتطور في بعض الحالات، إلى التهاب رئوي، ومشكلات حادة في الرئتين، بل قد يؤدي إلى الموت أيضًا.
ليس "أنفلونزا الخنازير" هو المرض الوحيد الذي قتل به الحوثيون كثيرًا من السكان، فالقطاع الصحي بشكل عام في مناطق سيطرة المليشيات تعرَّض لكثيرٍ من الاعتداءات من قِبل المليشيات، حتى تفاقمت الأعباء على السكان بشكل لا يُطاق.
وكثيرًا ما صدرت تقارير دولية بيَّنت حجم المأساة التي يمر بها السكان في مناطق سيطرة الحوثيين، ومدى التضرُّر الحاد الذي نال من القطاع الصحي على مدار الأشهر الماضية.
وقبل أيام، وصفت منظمة الصحة العالمية الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها "الأسوأ في العالم"، وقالت إنّ الأمراض أوصلت نسبة كبيرة من السكان إلى شفا الموت، مشيرة إلى إصابة نحو 700 ألف بمرض الكوليرا.
وصرّح الناطق باسم المنظمة كريستيان ليندماير بأنَّ عشرين مليون شخص يحتاجون إلى رعاية صحية، ويعانون بسبب انعدام الأمن الغذائي، موضّحًا أنّه منذ مطلع هذا العام توفي نحو ألف شخص بمرض الكوليرا، من أصل 700 ألف إصابة، كما أدَّى تفشي مرض الخُناق أو الدفتيريا لوفاة نحو 100 شخص.