الشر وأهله.. تبادل أسرى يُوطِّد العلاقات الحوثية - الإخوانية
يُمثِّل تبادل الأسرى أحد أهم آليات التقارب المروِّع بين المليشيات الحوثية و"شقيقتها" الإخوانية ، وهو أمرٌ تصاعد بكثرة في الفترة الأخيرة.
المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية أبرمت صفقة جديدة لتبادل الأسرى مع المليشيات الحوثية في محافظة شبوة.
وأطلقت مليشيا الإخوان في إطار الصفقة سراح عشرة من أسرى مليشيا الحوثي، فيما أفرج الحوثيون عن أربعة عناصر تابعين لمليشيا الإخوان.
وينتمي أسرى مليشيا الإخوان الذين جرى الإفراج عنهم في تلك الصفقة إلى مديرية حريب في محافظة مأرب.
وكثيرًا ما فُضِح أمر العلاقات سيئة السمعة بين المليشيات الحوثية ونظيرتها الإخوانية، على النحو الذي طعن به "إخوان الشرعية" التحالف العربي من الظهر، بعدما ارتمى حزب الإصلاح في أحضان المليشيات الانقلابية الموالية لإيران.
ولوحظ في الفترة الأخيرة تكثيف التقارب بين الحوثيين والإصلاح لا سيّما بعد التوقيع على اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، حيث حاولت المليشيات الإخوانية ونظيرتها الحوثية إفشال هذا الاتفاق بسبب آثاره الكبيرة التي تطالهما.
ولعل التبادل الأشهر للأسرى بين الحوثيين والإصلاح، تمَّ في منتصف أكتوبر الماضي، عندما أفرجت مليشيا الحوثي، عن عشرة عناصر إخوانية بينهم خمسة كانوا معتقلين منذ نحو ثماني سنوات على خلفية محاولة اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح في تفجير جامع النهدين عام 2011.
وتضمنت قائمة العشرة المفرج عنهم، عبدالله سعد الطعامي، ومحمد أحمد علي عمير، وغالب العيزري، وإبراهيم احمد الحمادي، وشعيب محمد البعجري، وحباري الاعوج، وحصن علي الاهجري، وهلال عكروت، وفواد الكبودي، وصالح علي أحمد البهلوي.
فيما أفرجت المليشيات الإخوانية عن 14 حوثيًّا، هم عبدالله محمد محمد المزيجي، ونايف محمد حميد صالح النجار، ويحيى محمد مصلح صالح المغربي، وعبدالحميد عبدالله حسين عامر، وعبدالقادر محمد إسماعيل عثمان الوزير، وعلي علي حسين علي صالح البحر، وحامد محمد سعد علي المنتصر، وبدر علي محمد حصن، وصلاح سعد صالح علي العفيري، وعز الدين يحيى بازل، وفارس محمد فارس الحمزي، وهاشم المتوكل، وعلي صالح الصوفي، ومحمد علي السراجي.
هذا التطور النوعي في العلاقات الحوثية الإخوانية، حمل الكثير من الدلالات، لا سيّما بالنظر إلى تزامنه مع اتفاق الرياض الذي يعتبر استئصالًا لنفوذ حزب الإصلاح سياسيًّا وعسكريًّا، كما يعتبر نقطة ضبط للحرب على المليشيات الحوثية، التي شوَّه مسارها حزب الإصلاح الإخواني.
التعاون والتنسيق بين إخوان الشرعية والمليشيات الحوثية تطرَّق إلى مختلف المجالات؛ تأكيدًا على حجم المصالح المتبادلة بينهما، وهو ما كبَّد التحالف العربي مسؤولية تأخُّر حسم الحرب عسكريًّا بعد كل هذه الخيانات الإخوانية.
ويمكن القول إنّ العلاقات سيئة السمعة التي تجمع بين المليشيات الحوثية ونظيرتها الإخوانية تُمثِّل طعنة كانت شديدة الغدر من قِبل حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي بالتحالف العربي، بعدما توارى حزب الإصلاح وراء عباءة الشرعية وارتمى في أحضان الانقلابيين.
وكانت مليشيا الحوثي قد أصدرت قرارًا بتعيين قيادي بحزب الإصلاح في منصب رفيع بمحافظة تعز، حيث أصدر القيادي الحوثي مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى قرارًا بتعيين القيادي الإصلاحي مارش عبدالجليل نصر وكيلاً لمحافظة تعز.
"عبدالجليل" الذي يرأس حاليًّا حزب الإصلاح في مديرية الرونة بشرعب كان ممثلًا للحزب الإخواني في مجلس النواب عن مديرية الرونة بتعز، قبل أن يفقد مقعده في أخر انتخابات برلمانية.