الحوثي وداعش.. وجهان لإرهاب واحد
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، ارتكب الانقلابيون كثيرًا من الجرائم، تشابهت إلى حد كبير مع ممارسات تنظيم داعش الإرهابي.
ومثَّلت واقعة الهجوم الحوثي على محلات بيع الملابس النسائية ومعامل الخياطة النسائية، في صنعاء، وإزالة أحزمة الخصر المرفقة بـ"العبايات" وإحراقها، جريمةً تحاكي ما يرتكبه "الدواعش" على مدار الوقت.
وانتشرت لقطات على مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الماضية، تُظهر قيام مسلحي الحوثي بنزع الأحزمة عن مئات "العبايات النسائية"، وإحراقها في الشارع العام بصنعاء، مع ترديد شعار الصرخة الخمينية.
وكثيرًا ما ارتكب الحوثيون جرائم تشبه ما يقترفه تنظيم داعش في المناطق والدول التي ينشط فيها، مثل إغلاق الكافيهات النسائية وإزالة الدُمى البلاستيكة الإعلانية من واجهة المحلات، فضلًا عن خطاب متطرف يبثه الحوثيون في المدارس والجامعات.
ويسهل للمُطّلع على أدبيات الجماعات المتطرفة أن يرى أوجه التشابه العديدة التي تجمع بين مليشيا الحوثي الانقلابية وتنظيم داعش الإرهابي، سواء من حيث الجرائم العنيفة التي ترتكبها أو القرارات المتشددة التي تحاصر بها المجتمع الخاضع لسيطرتها القهرية.
وفيما تشبه إجراءات داعشية، فقد أصدرت وزارة التعليم العالي في حكومة الانقلابيين غير المعترف بها، في وقتٍ سابق، تعليمات مشددة إلى الجامعات الحكومية والخاصة بخصوص لباس الطالبات.
ونصّت التعليمات الحوثية على إلزام الطالبات بـ"عدم لباس البالطوهات المفتوحة أو القصيرة ومنع إظهار جزء من شعر الرأس ومنع الملابس الضيقة".
مليشيا الحوثي طالبت الجامعات بفرض قيود على الطالبات ومنع الاختلاط، وحذّرت بأنّها ستنفذ عمليات تفتيش مفاجئة على الجامعات لضبط المخالِفات واتخاذ الإجراءات العقابية ضدهن.
العلاقات بين الحوثي وداعش، باعتبارهما فصيلين إرهابيين، لم تتوقّف عند أوجه تشابه بين ممارسات متطرفة، لكن وصل الأمر إلى تعاون مشترك فيما بينهما، كثيرًا ما فُضِح أمره في الأشهر الأخيرة.
وارتكبت المليشيات الحوثية كثيرًا من الجرائم شبيهة بتلك التي ترتكبها تنظيمات إرهابية مثل داعش والقاعدة، وتستهدف الأطفال والنساء على وجه التحديد.
وسبق أن عرض حقوقيون خلال ندوة بالأمم المتحدة أدلةً على تطابق منهجية مليشيا الحوثي وتنظيم داعش، مثل تجنيد الأطفال والزج بهم في المعارك واستخدامهم كدروع بشرية عندما تلحق بهم الهزائم.
وتناولت منهجية التنظيمين في غرس خطاب الكراهية والطائفية وهتافات الولاء، وتوثيق عملياتهم الإرهابية وإتباع النهج الإعلامي للشهرة ورفع معنويات عناصرهم المجرمة واللجوء لعقاقير الهلوسة وغسل الأدمغة وإقناع الأطفال المجندين بأنهم يقاتلون اليهود والنصاري، وأنهم سيحصلون علي صك لدخول الجنة في حالة سقوطهم قتلى في المعارك.