تطور نوعي في العلاقات الحوثية - الإيرانية.. أذرع تصنع الإرهاب

السبت 21 ديسمبر 2019 19:43:49
تطور نوعي في العلاقات الحوثية - الإيرانية.. أذرع تصنع الإرهاب

يُمثِّل الدعم الإيراني للحوثيين أحد أهم الأسباب التي مكَّنت المليشيات من إطالة الحرب إلى أمدها الراهن، وذلك بسبب المساعدات السياسية والعسكرية التي منحتها طهران لهذا الفصيل الإرهابي.

ويُنظر إلى المليشيات الحوثية بأنّه عبارة عن ذراع إيرانية، تستخدمه طهران في الهجوم على خصومها في المنطقة، لا سيّما السعودية، ضمن حرب بالوكالة تستهدف إيران من ورائها إحراق المنطقة.

وضمن هذا المخطط الإرهابي، فقد منحت المليشيات الحوثية عناصر إيرانية وأخرى تابعة لحزب الله اللبناني جوازات سفر وبطاقات هوية مزورة بأسماء وألقاب أسر يمنية.

وقالت مصادر "المشهد العربي"، إنَّ هذه العناصر تتواجد في صعدة وصنعاء والحديدة، وتعمل بمجالات عسكرية عدة منها الصواريخ والطيران المُسير والألغام البحرية.

وأضافت أنَّ بعض هذه العناصر تتولى عملية تنسيق إرسال عناصر من مليشيا الحوثي للتدريب على أيدي عناصر الحرس الثوري وحزب الله في سوريا وإيران ولبنان.

وأوضحت أنَّ هذه العناصر تتنقل بأزياء يمنية محاولين إتقان لهجة هضبة شمال اليمن، كما يقتصر تعاملهم مع قيادات محدودة في مليشيا الحوثي.

وبّينت أنَّ هذه الخلايا تعمل على استلام قطع الصواريخ والطيران المُسير وتجهيزها، بالإضافة إلى تولي عملية إطلاقها وصناعة الألغام والمتفجرات الخاصة بالأفراد والآليات والألغام البحرية.

وأشارت المصادر إلى أنَّ إحدى هذه الخلايا تعمل على تهريب الأفراد من عناصر مليشيا الحوثي للتدريب على تركيب قطع الصواريخ والطيران المسير وصناعة المتفجرات على أيدي الحرس الثوري.

وأوضحت أنّه يجري تهريب هذه الخلايا بشكل منفصل لعبور مناطق سيطرة قوات الشرعية والتحالف بواسطة سيارات بيع القات أو شاحنات البضائع، أو عبر البحر مع خلايا تهريب الأسلحة بالقوارب.

وشددت على أن بعض عناصر الحرس الثوري الإيراني وحزب الله ينتقلون كبائعي قات أو مرافقين لسائقي شاحنات البضائع بأسماء يمنية مزورة.

وكشفت عن أنّ بعض هذه العناصر يعود تواجدها إلى ما قبل انقلاب الحوثيين والسيطرة على صنعاء في سبتمبر 2014.

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت عن مكافأة تصل قيمتها إلى 15 مليون دولار مقابل معلومات عن مواقع أنشطة عبدالرضا الشهلائي مسؤول الحرس الثوري الإيراني في اليمن.

كما سبق أن أعلنت البحرية الأمريكية ضبط شحنة أسلحة إيرانية كانت في طريقها إلى الحوثيين.

ويمكن القول إنّ الدعم الإيراني للحوثيين مكّن المليشيات من إطالة أمد الأزمة بالشكل الراهن، حيث تواصل طهران تهريب الأسلحة عبر موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى التي تسيطر عليها المليشيات في الساحل الغربي.

وتستخدم إيران، المليشيات الحوثية في حروب بالوكالة تستهدف إنهاك خصومها، عبر حرب عبثية في اليمن.

وفي العاشر من ديسمبر الجاري، حذَّرت قمة مجلس التعاون الخليجي، التي عُقدت في العاصمة السعودية الرياض، من استمرار الدعم الإيراني المسلح للمليشيات الحوثية، وما يحمله ذلك من مخاطر كبيرة على الأمن والاستقرار محليًّا ودوليًّا.

وقال البيان الختامي للقمة إنّ استمرار تهريب الأسلحة الإيرانية لمليشيا الحوثي يبقي عصب الاقتصاد العالمي "إمدادات النفط السعودية" في خطر، كما يُمثّل تهديدًا حقيقيًّا للأمن الإقليمي والدولي.

وشدَّد البيان على ضرورة منع تهريب الأسلحة الإيرانية إلى المليشيات الحوثية، على اعتبار أنّ ذلك يُهدِّد حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر.

وهدّدت المليشيات الحوثية من جانبها، بتنفيذ ضربات وهجمات في البحر الأحمر، وقالت إنّها "تمتلك بنك أهداف بحرية وأسلحة ومنظومات متطورة".

التهديدات الحوثية جاءت بعد مرور شهر على بدء عمليات تحالف "سانتينيل" الدولي، لحماية الملاحة في الشرق الأوسط، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، الذي تمّ إطلاقه، رسميًّا من مقره الرئيسي في البحرين في السابع من نوفمبر الماضي.