هل تتدخل تركيا لإنقاذ إيران وقطر من المأزق اليمني؟
تواترت الأنباء والتكهنات مؤخراً بشأن الدور التركي في اليمن، في أعقاب الحديث عن وجود حراك سياسي يمني تشهده مدينة إسطنبول التركية خلال الآونة الأخيرة، بهدف تشكيل تكتل سياسي جديد مناهض للتحالف العربي، ويكون منبراً تابعاً للشرعية يمكنها من خلاله الاستقواء بتركيا على غرار ما حدث في سوريا وليبيا.
يؤشر التدخل التركي المباشر في الأزمة اليمنية على أن قطر وإيران وجدتا أن أقدامهما قد غرست في الرمال اليمنية بعد دعمهما للانقلاب الحوثي على الشرعية، وأن كلفة هذا الانقلاب أضحت باهظة وأنهما بحاجة إلى عون تركي جديد يكون بمثابة جهاز تنفس صناعي للعناصر الانقلابية التي لم تحقق أي انجاز عسكري يذكر منذ توقيع اتفاق السويد العام الماضي، في تناحر حوثي متصاعد في الآونة الأخيرة.
ويرى مراقبون أن دخول تركيا على خط الأزمة اليمنية يعني أن الشرعية والمليشيات الحوثية أصبحا في كفة واحدة وأن ذلك من شأنه تقسيم المغانم بين تركيا وإيران في أكثر من بلد عربي بما يعني أن هذا التدخل قد يتجاوز حدود اليمن ليمتد آثاره إلى سوريا بالتحديد والتي تشهد حضور استعماري تركي إيراني.
وتسعى تركيا من خلال هذا التدخل إنقاذ حليفتها قطر التي تجد نفسها في موقف الضعيف بمواجهة التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وبالتالي فإنها تقوم بإيعاز أطراف الشرعية بالذهاب إلى تركيا أملاً في تحقيق مكاسب بعد الخسائر التي منيت بها بفعل اتفاق الرياض الذي ترفض الشرعية تنفيذه على أرض الواقع.
وقالت صحيفة العرب اللندنية، في تقرير، بعددها الصادر اليوم الأحد، إن: "هناك حراك سياسي يمني تشهده مدينة إسطنبول التركية خلال الآونة الأخيرة، بهدف تشكيل تكتل سياسي جديد مناهض للتحالف العربي".
وحذرت من أن: "إخوان اليمن الذين يقفون وراء هذا التكتل يخططون للاستقواء العسكري والسياسي بتركيا في استنساخ للتدخل التركي في سوريا وليبيا".
ونقلت الصحيفة عن مصادرها، قولهم إن: "سياسيين وإعلاميين يمنيين توافدوا على إسطنبول من بينهم مسؤولون في حكومة الشرعية عرفوا بمواقفهم المعادية للتحالف العربي، للمشاركة في مشاورات سرية للإعلان عن تحالف سياسي وإعلامي يمني يضم شخصيات من تيارات شتى محسوبة على قطر تسعى لتنظيم صفوفها في مواجهة التحالف العربي خلال الفترة المقبلة".
وبحسب التقرير، فأن: "التكتل السياسي المزمع تشكيله يحظى بدعم من النظام التركي وأنه قد يستخدم لابتزاز التحالف العربي والتلويح بورقة طلب التدخل التركي في الملف اليمني على غرار ما شهدته سوريا وليبيا".
ووفقا لمصادر “العرب” تشارك في مشاورات إسطنبول قيادات سياسية وناشطون إعلاميون تبنوا مواقف معادية للتحالف العربي بشكل معلن في أعقاب فشل الاجتياح العسكري لعدن واتهام التحالف بدعم المجلس الانتقالي الجنوبي وقصف القوات التي كانت تحتشد على مشارف العاصمة عدن.
ونبهت المصادر ذاتها إلى أن: "الحراك السياسي والإعلامي اليمني الذي تشهده إسطنبول بلغ ذروته في الأيام الماضية، مع توافد المزيد من القيادات المحسوبة على قطر وجماعة الإخوان الإرهابية، التي كثّفت من تواجدها في تركيا من خلال إنشاء قنوات جديدة موجهة لليمن ومدعومة من الدوحة ومسقط تسعى لجرّ أنقرة إلى الملف اليمني".
وكشف المحلل السعودي، خالد الزعتر، عن مؤامرة قطر وتركيا، لإفشال اتفاق الرياض، موضحاً انهما يستخدمان ميليشيات الإصلاح الإرهابية المندرجة تحت لواء الشرعية، كحصان طروادة لإجهاض اتفاق الرياض وتشكيل تكتل مناهض للتحالف العربي.
وكتب "الزعتر" في تغريدة عبر حسابه بتويتر،" قال فيها: "مشاركة مسؤولون في الحكومة اليمنية في اجتماعات إسطنبول التي تهدف لتشكيل تكتل سياسي جديد مناهض للتحالف العربي ، يؤكد ضرورة تطهير الشرعية اليمنية من بعض الشخصيات التي تسعى تركيا وقطر لاستخدامها حصان طروادة لإجهاض اتفاق الرياض.