إيران تتخفى من العقوبات الأمريكية بتجنيس خبرائها في اليمن
لجأت إيران إلى أسلوب المراوغة من جديد في مواجهة العقوبات الأمريكية التي اشتدت عليها خلال الأشهر الماضية وطالت العديد من قياداتها العسكريين الذين تعول عليهم في نشر إرهابها بعدد من البلدان العربية التي تنتشر فيها مليشياتها، وهو ما دفعها إلى تجنيس بعضهم بجنسيات الدول التي يتواجدون فيها في محاولة فاشلة للتخفي من العقوبات.
وتسعى طهران من خلال هؤلاء أن تضاعف من حجم التدريب العسكري والتهريب المالي للمليشيات التي تدعمها، وهي مهمة العناصر التي قامت المليشيات الحوثية بتجنيسهم في اليمن بإيعاز من إيران، وأن ذلك يعتبر محاولة للتعامل مع الضغوطات الشعبية التي تتعرض لها في العراق ولبنان.
وافادت مصادر خاصة أن مليشيا الحوثي منحت عناصر إيرانية وأخرى تابعة لحزب الله اللبناني جوازات سفر وبطاقات هوية مزورة بأسماء وألقاب أسر يمنية، وقالت المصادر في تصريحات سابقة لـ"المشهد العربي"، إن تلك العناصر تتواجد في صعدة وصنعاء والحديدة، وتعمل بمجالات عسكرية عدة منها الصواريخ والطيران المُسير والألغام البحرية.
ونوهت إلى أن بعض تلك العناصر تتولى عملية تنسيق إرسال عناصر من مليشيا الحوثي للتدريب على أيدي عناصر الحرس الثوري وحزب الله في سوريا وإيران ولبنان، لافتة إلى أن تلك العناصر تتنقل بأزياء يمنية محاولين إتقان لهجة هضبة شمال اليمن، كما يقتصر تعاملهم مع قيادات محدودة في مليشيا الحوثي.
وبّينت أن تلك الخلايا تعمل على استلام قطع الصواريخ والطيران المُسير وتجهيزها، بالإضافة إلى تولي عملية إطلاقها وصناعة الألغام والمتفجرات الخاصة بالأفراد والآليات والألغام البحرية.
وأشارت إلى أن إحدى هذه الخلايا تعمل على تهريب الأفراد من عناصر مليشيا الحوثي للتدريب على تركيب قطع الصواريخ والطيران المسير وصناعة المتفجرات على أيدي الحرس الثوري.
وأوضحت أنه يجري تهريب تلك الخلايا بشكل منفصل لعبور مناطق سيطرة الشرعية بواسطة سيارات بيع القات أو شاحنات البضائع، أو عبر البحر مع خلايا تهريب الأسلحة بالقوارب، مشددة على أن بعض عناصر الحرس الثوري الإيراني وحزب الله ينتقلون كبائعي قات أو مرافقين لسائقي شاحنات البضائع بأسماء يمنية مزورة.
وكشفت عن أن بعض تلك العناصر يعود تواجدها إلى ما قبل انقلاب الحوثيين والسيطرة على صنعاء في سبتمبر 2014.
يشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، قد أعلنت عن مكافأة تصل قيمتها إلى 15 مليون دولار مقابل معلومات عن مواقع أنشطة عبدالرضا الشهلائي مسؤول الحرس الثوري الإيراني في اليمن.
وكانت قد أعلنت البحرية الأمريكية مؤخراً عن ضبط شحنة أسلحة إيرانية كانت في طريقها إلى الحوثيين.
وفرضت الإدارة الأمريكية الأربعاء الماضي، عقوبات جديدة على شبكة شحن إيرانية وشركات طيران، بسبب تهريب الأسلحة الفتاكة إلى اليمن وأسلحة الدمار الشامل، وتستهدف العقوبات أيضا ثلاثة من وكلاء المبيعات العامة لشركة "ماهان إير" بسبب دورها المزعوم في نشر أسلحة الدمار الشامل.
ويسلط الاكتشاف الأمريكي الأخير، الذي تم الإعلان عنه، بخصوص أجزاء صاروخية إيرانية، يشتبه أنها موجهة إلى المليشيات الحوثية في اليمن، الضوء على استمرار إيران في التدخل بعيد المدى في الدولة التي مزقتها الحرب.
وصرح مسئولون أمريكيون في وقت سابق من هذا الشهر بأن فريقا من قوات البحرية الأمريكية صادر قارب صغير في شمال بحر العرب كان يحمل أسلحة متطورة للمليشيات الذين تدعمها إيران في اليمن.
ويعتقد بعض الخبراء أن هذا الحادث يدل على تصعيد الجهود الإيرانية لتحدي الالتزامات الدولية وزعزعة استقرار اليمن والمنطقة ككل.