التعليم في اليمن.. إرهاب حوثي وانتشال سعودي
الخميس 26 ديسمبر 2019 23:18:28
في الوقت الذي يتعرّض فيه التعليم في اليمن لحملات استهداف ممنهجة من قِبل المليشيات الحوثية، تبذل المملكة العربية السعودية جهودًا كبيرةً في هذا المجال من أجل مواجهة آثار جرائم وانتهاكات الانقلابيين.
ففي محافظة حجة، وزّع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية, أدوات مدرسية جديدة على عدد من المدارس.
وشملت مساعدات مركز الملك سلمان للإعاثة 400 مقعد وطاولة, وذلك دعمًا للعملية التعليمية في المديريات المحررة.
وكان البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن قد أعلن قبل أيام، توفير حافلات النقل المدرسي؛ لتشجيع الأهالي على إلحاق بناتهن بالتعليم.
وقال البرنامج، في بيانٍ، إنَّ مئات الطالبات في مدارس محافظة المهرة تمكنت من الالتحاق بالتعليم وذلك للمرة الأولى، موضحًا أنَّ توفير الحافلات شجَّع الأسر على تعليم بناتهن دون توقف خشية مسافة الطريق أو عدم توفر وسيلة نقل آمنة.
وقدّمت السعودية كثيرًا من المساعدات على مدار السنوات الماضية، والتي انتشلت أعدادًا كبيرة من السكان خلال سنوات الحرب الحوثية العبثية القائمة منذ صيف 2014.
ومنذ مايو 2015، بلغ إجمالي المساعدات السعودية المقدمة لليمن 16 مليار دولار، منها 2,39 مليار قدمت عبر مركز الملك سلمان للإغاثة من خلال 371 مشروعًا إنسانيًّا متنوعًا بالتعاون مع 80 شريكًا دوليًّا وإقليميًّا، معتمدة على معايير الإنسانية وعدم التحيز والتقيد بالقانون الدولي الإنساني.
وكانت المملكة قد أكَّدت في وقتٍ سابق، حرصها تقديم العمل الإنساني بكل شفافية ودون تحيز في مناطق اليمن كافة، رغم كل ما يواجهه هذا العمل من تحديات وصعوبات تتمثل في انتهاكات المليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
ومنذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، ارتكب الانقلابيون صنوفًا عديدة من الانتهاكات التي طالت قطاع التعليم، ضمن مخططها الذي يستهدف السيطرة على مفاصل المجتمع.
وخلال سنوات الحرب الراهنة، أقدمت مليشيا الحوثي على تعديل المناهج الدراسية للمرحلة الأساسية، بهدف إضفاء طابع مذهبي عليها، ضمن مخطط تنفذه وزارة التربية والتعليم في حكومة الانقلابيين غير المعترف بها التي يقودها يحيى الحوثي، شقيق زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي.
وارتكبت المليشيات الحوثية الكثير من الخروقات والانتهاكات التي استهدفت قطاع التعليم، وبحسب تقارير حقوقية فقد ارتكب الانقلابيون 27 ألفًا و554 انتهاكًا في صنعاء فقط خلال العام الجاري، وفي مقدمة هذه الانتهاكات تجنيد الأطفال وفرض شعارات الحوثيين وتغيير المناهج وزرع ثقافة الموت والكراهية.
ومع بداية العام الدراسي 2019/ 2020، شنّت مليشيا الحوثي أكبر عملية استبدال لمدراء المدارس والمعلمين المناوئين لها، وعيّنت 26 مديرًا لإدارة مدارس في محافظة حجة فقط ودفعة واحدة، فيما ذكرت إحصائية حقوقية أخرى أنَّ المليشيات استبدلت 122 معلمًا بآخرين من أتباعها خلال الفترة من 25 أغسطس وحتى 2 سبتمبر الماضيين.
كما استبعدت المليشيات عشرات المعلمين والمعلمات ومدراء مدارس والموظفين في قطاع التربية في مختلف المناطق، بينهم أكثر من 30 تربويًّا في مديرية بني الحارث بأمانة صنعاء، وجميعهم استبدلتهم بعناصرها، وغالبيتهم لا يملكون مؤهلات، وليس لهم أي صلة بالتعليم، ومهمّتهم الوحيدة هي نشر الثقافة الطائفية في أوساط الطلاب.