كاتم داعش يجول مجدّدا في عدن
تبنى تنظيم «الدولة» مؤخراً عمليات متنوّعة بعدن استهداف خلالها مقار أمنية بينها مبنى البحث الجنائي ومركز قيادة وسيطرة تابع للحزام الأمني بحي المنصورة، وهما العمليتان اللتان أوقعتا العشرات من رجال الأمن بين قتيل وجريح.
ولم يكتف التنظيم الذي تشهد رقعة تواجده في كل من العراق والشام انحساراً واضحاً بعمليتي البحث ومقر الحزام بعدن، فاتبعهما بعمليتي اغتيال آخريين طالت أولاهما ضابطا في جهاز البحث الجنائي، هو الرائد محمد الحميدي، وشاب من أبناء المنصورة وصفه التنظيم بـ«المرتد الساب لله تعالى» يدعى خلدون مداح، في إشارة واضحة لسبب استهدافه من قبل التنظيم.
يشار إلى أن التنظيم قد حرص على توثيق عملياته الأخيرة مصورة بكاميرا محمولة على رأس منفذ العملية كما تظهر زاوية الصور التي ينشرها التنظيم على مواقع محسوبة عليه في الشبكة العنكبوتية بعد ساعات فقط من تنفيذه لتلك العمليات.
يذكر أن التنظيم قد وزّع قبل أشهر أوراقاً تحذيرية لعدد من الشباب في محافظة عدن طالبهم فيها بالتوبة والعدول عن افكار يراها تروّج للعلمانية.
واللافت في عملية اغتيال عقيد البحث الجنائي الحميدي، ما قاله مصدر أمني لـ«العربي» من أن «شخصاً اتصل بالضابط في البحث الجنائي حمود محمد الحميدي، هاتفياً وحال خروجه من منزله يبدو للقاء المتصل، باشره مسلح من الخلف بإطلاق رصاصة استقرت في رأسه من مسدس كاتم للصوت أردته في الحال، ومن ثم أخذ الجناة هاتف الضابط القتيل قبل أن يلوذوا بالفرار إلى جهة مجهولة».
وأشار المصدر إلى أن «أجهزة الأمن استنفرت بعد واقعة الاغتيال بحثا عن الجناة».
عودة موجة الإغتيالات إلى مدينة عدن، وإن كانت لا تزال في بداياتها، إلا أنها أحدثت لدى الحكومة والأجهزة الأمنية قلقاً كبيراً، حيث سارع أول من أمس رئيس الوزراء في حكومة هادي، أحمد عبيد بن دغر، إلى عقد اجتماع عاجل مع قيادات الجيش والأمن ناقشوا خلاله سبل التصدي للعمليات التي تنفذها التنظيمات العقديّة المسلحة، والتي تزامنت مع انعقاد أول جلسة للمحكمة القضائية المتخصصة مثل أمامها 3 متهمين بالإنتماء إلى الجماعات «الإرهابية».
ويذهب محللون إلى أن عودة نشاط تنظيم «الدولة» إلى عدن يندرج في إطار حرب السيطرة على المدينة بين حلفاء «الشرعية» لكن تلك التأويلات تفتقر الى أدلة تدعمها».
وكانت صحيفة «المونيتر» الأمريكية قد نشرت تحقيقاً مطولاً عن نشاط التنظيم في اليمن، ذكرت فيه أن «فلسفة الدولة القتالية تعتمد السيطرة على منطقة جغرافية معينة كما هو حاصل في العراق وسوريا، وذلك للبدء بهجماتها الى مناطق أخرى خارج نفوذ سيطرتها، وهو ما فشلت في تحقيقه حتى اللحظة في اليمن، إلا أنها استطاعت إقامة معسكرات تدريب لمقاتليها، في مناطق جبلية في جنوب البلاد، وهو ما كشف عنه بيان حديث للدولة، في نوفمبر، أن من نفذوا العملية التي استهدفت معسكراً للقوات الحكومية في منطقة شبام حضرموت، تم تدريبهم في معسكر تابع لها بمنطقة يافع في مدينة لحج».
ونشر التنظيم، الذي عاود نشاطه بقوّة في محافظة عدن، صوراً لعملية الإغتيال التي تمت في وضح النهار بحي الشيخ عثمان شمال المدينة.
وفي السياق، قتل عنصران مفترضان من «القاعدة»، مساء السبت، في مديرية حبان في محافظة شبوة، بصاروخ استهدف سيارة كانا يستقلانها، أطلقته طائرة من دون طيار يعتقد بأنها أمريكية، ومن خلال هذه العملية، فإن استهداف تنظيم «القاعدة» في اليمن على ما يبدو لا زال أولوية في قوائم «الإرهاب» الأمريكية.
(العربي)