جريمة المليشيات المؤسفة.. قصة فتاة اختطفها شيخ حوثي قبل زفافها

الأربعاء 1 يناير 2020 03:31:39
 جريمة المليشيات "المؤسفة".. قصة فتاة اختطفها شيخ حوثي قبل زفافها

منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، ارتكب هذا الفصيل الموالي لإيران كثيرًا من الجرائم والانتهاكات، لا تختلف في بشاعتها وفداحتها ولا مأساويتها.

جريمة حوثية مؤسفة ارتكبتها المليشيات في محافظة حجة، حيث اختطف شيخ قبلي موالي للحوثيين فتاة وأخفاها منذ شهرين، بينما كانت تستعد لحفل زفافها.

تفاصيل الجريمة تناقلها نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وقد أفادت بأنّ الفتاة التي تدعى "أقمار"، اختطفها الشيخ الحوثي عبده محمد التوام أثناء ذهابها لشراء الملابس لحفل زفافها، حيث استدرجها شخص يدعى أحمد قعيش وشقيقته وتمّ بعدها نقل الفتاة إلى مديرية المحابشة وأخذ جوالها ومنعها من التواصل بأهلها منذ شهرين واحتجازها لدى الشيخ الحوثي.

وفيما لم يُعلن السبب الرئيسي لاختطاف الفتاة، إلى أنّ نشطاء نقلوا عن مصادر مقربة من الأسرة القول إنَّ الغرض من هذا الاختطاف كان الضغط على مشائخ مديرية المفتاح للتعاون مع مليشيا الحوثي في الحشد والتعبئة.

الفتاة المختطفة نجحت في الاتصال بأهلها خلسة من جوال بعد شهرين من اختطافها، حيث أكّدت لهم أنّها مختطفة وأفصحت عن مكان اختطافها، وفور معرفة المكان قام أهالي المختطفة بإبلاغ السلطات التي تعاملت مع الأمر ببرود ودون أي تحرك جاد.

في السياق نفسه، كشفت مصادر محلية أنَّ إدارة البحث الجنائي وقسم الشرطة والقضاء تعاملوا مع القضية بـ"لامبالاة"، حيث لم تتخذ أي إجراءات قانونية لازمة، وقاموا بتجميد القضية بغرض إذلال شيخ مديرية المفتاح التي تنتمي إليها الفتاة المخطوفة بسبب امتناعه الحشد للجبهات الحوثية.

تنضم هذه الجريمة الحوثية إلى سجل طويل من الجرائم التي ارتكبتها المليشيات ضد النساء على مدار السنوات الماضية، حيث دفعت النساء ثمنًا ثقيلًا لهذه الجرائم والانتهاكات المروِّعة.

وفيما قوبلت جرائم الحوثيين بصمت مريب من المجتمع الدولي، فقد توسَّعت المليشيات في ارتكاب الانتهاكات لا سيَّما ضد النساء، اللاتي واجهن آثارًأ مروِّعة من التعذيب في سجون معلنة وسرية أنشأها الانقلابيون لهذا الغرض.

وعلى مدار السنوات الماضية، حوَّلت المليشيات الحوثية عددًا من مباني صنعاء إلى سجون وحشية، تُمارس فيها أبشع صنوف التعذيب، وصفتها المنظمة اليمنية لمكافحة الإتجار بالبشر، بأنّها تفوق جرائم التعذيب التي في سجن جوانتانامو أو سجن أبو غريب بالعراق.

ورُصِدت الكثير من الشهادات المروعة والمقززة حول ما تتعرض له النساء المحتجزات في أقبية السجون والزنازين، بحسب تقرير للمنظمة قال إنَّ القائمين على هذه الجرائم البشعة تجرَّدوا من إنسانيتهم وآدميتهم, بل ويتلذذوا بما يمارسونه من إجرام وإيذاء لنساء ضعيفات لاحول لهن ولاقوة سوى الصراخ وتوسل الجلادين الذين نزعت من قلوبهم الرحمة.

وتواجه النساء الضحايا في أقبية السجون السرية التابعة لقيادات معروفة في مليشيا الحوثي ظروفًا مأساوية جراء الاعتداءات الجسدية والجنسية عليهن، حتى أنّ بعض النساء الضحايا دخلن في حالات نفسية سيئة جراء التعذيب الممنهج والمتعمد لإذلالهن وامتهانهن وتدمير نفسياتهن.

ورصدت المنظمة الحقوقية عددًا من محاولات الانتحار لضحايا تلك السجون, فضلًا عن إصابة بعض المعتقلات والمختفيات قسرًا بعاهات وإعاقات جسدية جراء التعذيب الوحشي الذي تعرضن له.

ودعت المنظمة، المجتمع الدولي إلى تحرُّك عاجل لإغلاق هذه المعتقلات وإخضاع الضحايا لبرامج تأهيل نفسية, وبدء التحرك لمقاضاة القيادات الحوثية المتورطة في ارتكاب هذه الجرائم, التي تعد من الجرائم ضد الإنسانية في محكمة الجنايات الدولية.

وعبرت المنظمة عن أسفها واستنكارها لإعادة القيادي الحوثي المتهم بالوقوف وراء تلك الجرائم المدعو سلطان زابن إلى منصب مدير الإدارة العامة للبحث الجنائي وتعيين المدعو حسن بتران مساعده في تلك الجرائم مديرا للبحث الجنائي في محافظة إب، وتوزيع بقية المتهمين في مناصب أمنية حساسة تمس أمن وكرامة وخصوصيات المواطنين بعد إدانة تلك القيادات بارتكاب هذه الفظائع والجرائم وإيقاف الإجراءات القضائية بحقهم.

لا تقصتر الاعتداءات الحوثية على النساء في السجون فقط، فحرب المليشيات العبثية التي أكملت عامها الخامس، ضاعفت من مستويات العنف والقيود على المرأة.

بحسب منظمة العفو الدولية، فإنّه على الرغم من أنَّ النزاع في اليمن كان له تأثير رهيب على كل المدنيين بصفة عامة، فإنَّ النساء والفتيات تأثرن بهذا الوضع بشكل غير متناسب.

وأضافت أنَّ المرأة التي لا يرافقها أحد اقاربها تواجه مخاطر متزايدة من العنف عند نقاط التفتيش، ويشمل أحد التكتيكات الفعلية التي تستخدمها مليشيا الحوثي حلق شعر الرأس، ولا سيما رؤوس العرائس الجدد اللاتي يسافرن بين المحافظات بمفردهن عند نقاط التفتيش بهدف الاجتماع مع أزواجهن.

وأضافت: "في هذا المجتمع، يُتوقع من المرأة جذب زوجها جسديا، فضلا عن الاعتناء به وعادة ما ينتهي الأمر بهؤلاء النساء إلى الطلاق، والعار والحزن".