تفاصيل حصرية.. الإخوان وداعش والقاعدة يتكالبون على لقموش
لسنوات عدة، ظلَّت جماعة الإخوان الإرهابية في مختلف المناطق التي تنشط بها أنّ تنفي عن نفسها اتهامات علاقاتها بالتنظيمات المتطرفة، إلا أنّ ذلك لم يكن تعبيرًا عن دماء من "الأكاذيب" تجري في عروق هذا الفصيل الإرهابي.
وقد كان الهجوم الإرهابي الذي شنّته المليشيات الإخوانية على محافظة شبوة خلال الساعات الماضية تعبيرًا عن العلاقات الشريرة التي تجمع بين حزب الإصلاح المخترق لحكومة الشرعية وتنظيمات متطرفة، مصنَّفة إرهابية وقد خرجت من رحم جماعة الإخوان.
مصادر مطلعة كشفت لـ"المشهد العربي" أنّ الهجوم الإرهابي الذي شنَّته المليشيات الإخواني على قرى قبائل لقموش في محافظة شبوة، استعان فيه حزب الإصلاح بعناصر من تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين، ما أضاف تأكيدات جديدة على هذه العلاقات "سيئة السُمعة".
ميدانيًّا، قال شهود عيان لـ"المشهد العربي" إنّ العناصر الإخوانية المدعمة بعناصر داعش والقاعدة، شنَّت قصفًا عنيفًا على منازل المواطنين في لقموش، في هجوم هستيري استهدف المدنيين العزل، وذلك كرد انتقامي من هذه المليشيات الإخوانية على خسائرها السياسية والعسكرية في الفترة الأخيرة أمام القوات الجنوبية.
وأوضحت المصادر أنّ القصف الإخواني على منازل مواطني قبيلة لقموش كان مروِّعًا للأطفال والنساء، فيما انضم عدد من القبائل مثل باعوضة والسليماني آل باسردة، إلى جانب أبناء لقموش للتصدي للهجوم الإرهابي من قِبل هذه الجماعات المتطرفة.
كما تحرّكت قبائل سعد الضالمة من أجل فك جبهة جديدة في النقبة، فيما وُصفت بأنّها انتفاضة عارمة في شبوة لصد عدوان المليشيات الإخوانية القادمة من محافظة مأرب الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح.
والعلاقات بين المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية وتنظيم القاعدة كثيرًا ما فُضِح أمرها، ويقود هذه العلاقات الإرهابي علي محسن الأحمر الذي يُنظر إليه بأنّه مُحرّك أساسي لمجريات الأمور في معسكر "الشرعية"، وهو أشد قادة هذا الفصيل إرهابًا وتطرفًا، ويتولى التنسيق في علاقات الإخوان والقاعدة.
علاقة محسن الأحمر بتنظيم القاعدة إلى عام 2017، حيث أتاح الأحمر أرضًا خصبةً للمجموعات والفصائل المتطرفة التي تحولت فيما بعد إلى ما يُعرف بتنظيم القاعدة.
وهناك رسائل بين الأحمر وقاسم الريمي في عام 2017، طلب فيها الأحمر تكثيف وجود تنظيم القاعدة، في مقابل تقديم الدعم المالي اللازم للتنظيم، وأكد الأحمر لزعيم القاعدة أنه يخطط للاعتماد على مسلحي القاعدة؛ لعقيدتهم القتالية، متعهدًا بالدعم المالي المطلوب.
وفي يناير 2018، كشف الباحث الأمريكي بيتر ساليسبري في دراسة نشرها معهد الخليج للدراسات ومقره واشنطن، أنّ محسن صالح الأحمر يعتبر لاعبًا مؤثرًا في شبكة من الجماعات القبلية والسنّية والإسلامية التي مركز ثقلها هو حزب الإصلاح، كما أنه متهم بالمساعدة في رعاية المجموعات المسلحة التي أصبحت في نهاية المطاف "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية".
وتقول الدراسة: "الأحمر تمكَّن من تقديم نفسه على أنَّه آخر أمل لتحقيق النصر العسكري ضد الحوثيين، وكخط دفاع أخير عن اليمن، وفي حال تمكنه من تحقيق نتائج ملموسة على الأرض، فقد يكون قادرًا على الانطلاق مرتكزا على منصبه الحالي ليهندس لنفسه عودة غير متوقعة إلى السلطة".
كما أنّ المليشيات الإرهابية التابعة لمحسن الأحمر، متورطةٌ بوضوح تام في استهداف قوات التحالف العربي والمدنيين في مناطق الجنوب، وقد برهن الهجوم الإرهابي الذي استهدف قوات الحزام الأمني في محافظة أبين في أغسطس الماضي، على علاقة علي محسن الأحمر بتنظيم القاعدة في اليمن.