كيف يتأثر الحوثيون باغتيال قاسم سليماني؟
لا تزال تتوالى ردود الأفعال على واقعة اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في ضربة أمريكية استهدفت سيارته فجر الجمعة الماضية، وتداعيات ذلك على أذرع طهران في المنطقة.
المليشيات الحوثية يُنظر إليها بأنّها أحد أهم أذرع إيران، وقد أصابها اغتيال سليماني بصدمة كبيرة إزاء الدور الذي لعبه الجنرال الصريع لصالح الانقلابيين على مدار السنوات الماضية.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإنّ رعاية إيران للحوثيين طوال هذه السنوات كانت تحمل جميع بصنات سليماني، وتمثلت في كل شيء من دعم الحوثيين كوسيلة لتوسيع النفوذ الإيراني إلى معاقبة المملكة العربية السعودية ومهاجمة ناقلات السفن.
وأضافت الصحيفة أنّ تكتيكات تلك الحرب تضمنت استخدام الوكلاء لتنفيذ القتال، ما يُوفِّر حماية من المواجهة المباشرة بين واشنطن وطهران، والتي يمكن أن تجذب أمريكا إلى صراع بري آخر مع عدم وجود لعبة نهائية واضحة.
وأضافت أنّه مثلما أنجزت نجاحات قاسم سليماني إنشاء محور شيعي للنفوذ في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مع وجود إيران في الوسط، فإنه من المرجح أن يثبت اليوم كونه مسألة محورية تمهد لفصل جديد من التوتر الجيوسياسي في جميع أنحاء المنطقة.
وفيما يتعلق بالحوثيين، فقد تباكت المليشيات كثيرًا على اغتيال سليماني، وتجلّى ذلك في الحديث السياسي عندما لوّح القيادي محمد علي الحوثي بأنّ مليشياته ستباشر الرد على هذه الصفعة المدوية لإيران.
على الأرض، لم يتأخر الرد الحوثي حيث اختارت المليشيات الحوثية ميدان الضالع لاستعراض قوتها الغاشمة عبر سلسلة طويلة من الهجمات الإرهابية، التي واجهتها القوات الجنوبية ببسالة عظيمة.
لا يقتصر الأمر على ذلك، فقيادات المليشيات الحوثية ينتابها رعبٌ هائلٌ من أن ينالها نصيبٌ مماثلٌ من هذه الضربات، التي تهدف جميعها إلى محاربة الإرهاب وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
تجلّت هذه المخاوف الحوثية في تعليمات أصدرتها المليشيات إلى قياداتها بتعزيز الإجراءات الأمنية الخاصة بتحركاتهم، حيث قالت مصادر "المشهد العربي" إنَّ التعليمات الجديدة نصّت على مراجعة الإجراءات الأمنية الخاصة بتحركات القيادات الرفيعة في المليشيات، وكذلك تقييم عناصر حلقة الأمن والحراسات الخاصة بكل قيادي وإعادة غربلتهم وتقسيمهم إلى مجموعات منفصلة.
وأضافت المصادر أنّ تعليمات مليشيا الحوثي تشير لوجود مخاوف من قبل المليشيات من اختراق استخباراتي لصفوفها، مبينةً أنّ مليشيا الحوثي قد تقدم على مغامرة غير محسوبة العواقب تنفيذًا لأوامر إيرانية انتقامًا لمقتل سليماني.