العالم يندد والشرعية ترقص على أشلاء مأرب
مر يومان على وقوع الهجوم الحوثي الغادر على معسكر لقوات الشرعية في مأرب من دون أن يكون هناك ردود أفعال دبلوماسية وسياسية قوية رداً على الحادث، في وقت رفض فيه محافظ شبوة، محمد بن عديو، التابع لمليشيا الإخوان الإرهابية، تأجيل حفل فني تراثي، أقامه اليوم الاثنين، وسط مشاعر حزن غلبت على أهالي المحافظة، تضامنا مع ضحايا مجزرة مأرب.
وفي الوقت الذي نددت فيه العديد من الدول العربية والأوربية بالحادث الإرهابي الحوثي، تحاول الشرعية أن تتجاوزه بما لا يكون هناك سبباً إضافياً ضاغطاً عليها للرد عليه في ظل تهالك قوات الجيش على يد جنرال الإرهاب علي محسن الأحمر، وتوجيه أغلبها باتجاه الجنوب.
أعربت الخارجية السعودية، الاثنين، عن إدانتها واستنكارها "الشديدين" للاعتداء الإرهابي الذي نفذته مليشيا الحوثي على مسجد في محافظة مأرب، وراح ضحيته عشرات القتلى والجرحى.
وأكدت الوزارة في بيان، أن هذا الهجوم الإرهابي الذي لم يراع "ذمة في استهداف دور العبادة واستباحة دماء اليمنيين، يعكس استهانة تلك المليشيا الإرهابية بالمقدسات واسترخاصها للدم اليمني".
وجددت الخارجية السعودية التأكيد على وقوف الرياض إلى جانب اليمن إنسانا وأرضا، مضيفة أن هذه الأعمال الإرهابية البشعة تشكل تقويضا متعمدا لمسار الحل السياسي، حسبما نقلت وكالة الأنباء السعودية "واس".
وأدانت دولة الإمارات العربية المتحدة، في بيان، اليوم الاثنين، الهجوم الحوثي على مسجد في مأرب، واستنكرت، في بيانها، الأعمال الإجرامية الحوثية التي تستهدف زعزعة استقرار اليمن، ودعت المجتمع الدولي إلى التكاتف لمواجهة الإرهاب، أيا كان مصدره.
أعرب مجلس الوزراء الكويتي عن استنكاره وإدانته للھجوم الصاروخي الحوثي في مأرب، وأكد المجلس على رفضه القاطع لهذا العمل الإجرامي الذي يعكس تعنت وإصرار الجماعة الحوثیة على مواصلة زعزعة الأمن والاستقرار وترويع الآمنين، ودعا المجتمع الدولي للتحرك الجاد لوضع حد لھذه الأعمال الإجرامیة ووقف الصراع القائم باليمن.
الإدانات الدولية المتتالية جاءت في وقت أكدت فيه مصادر مطلعة، إن محافظ شبوة رفض مقترح تأجيل احتفال فني تراثي بعد وقوع الهجوم، لافتة إلى دخول عدد من وجهاء المحافظة في مفاوضات لتأجيل الحفل الفني، إلا أن بن عديو أصر على قراره.
يبرهن موقف الشرعية على أنها لا تعبأ كثيراً بهذا الحادث الأليم الذي يأتي في مصلحتها بالتوازي مع تفاهمات عديدة جرت بينها وبين مليشيات الحوثي الإرهابية منذ شهر أغسطس الماضي ووضحت بشكل لافت في أثناء اللقاءات التي عقدها وزراء تابعين لها بقيادات حوثية في العاصمة العمانية مسقط، في نفس توقيت استمرا مفاوضات اتفاق الرياض، وهي التفاهمات المستمرة حتى الآن.
لدى أبناء الجنوب قناعة بأن الشرعية فقدت نخوتها ولم تعد حريصة على أن تؤدي الأدوار المنوطة بها بعد أن لعبت على جميع الحبال وأضحت قريبة من معسكر محور الشر التركي الإيراني القطري، وبالتالي فهي تؤمن نفسها بما يمكنها من بقاء الوزراء التابعين لها في مناصبهم أطول فترة ممكنة.
دشن نشطاء ومواطنون اليوم الإثنين، هاشتاج جديد لرفض الخطوة الأخيرة للمحافظ الإخواني بشبوة محمد بن عديو، بإقامة حفل فني متجاهلاً الهجوم الحوثي بمأرب.
وأبدى المشاركون في هاشتاج "#الرقص على أشلاء الأبرياء" غضبهم من تصرف بن عديو، واعتبر النشطاء أن بن عديو لم يراعي دماء الضحايا أو مشاعر أسرهم، ليواصل بذلك سقطاته الإنسانية.
ومن جانبه علق الأكاديمي والمحلل السياسي الجنوبي الدكتور حسين لقور، على الاحتفال الذي شهدته محافظة شبوة بعد يوم واحد من استهداف الحوثيين لجنود جنوبيين في محافظة مأرب
وقال بن عيدان في تغريدة له على تويتر:"غداة مجزرة معسكر الميل في مأرب التي ارتكبت غدرا بحق مجندين جنوبيين في جيش الشرعية، يرقصون في شبوة و أسيادهم في الشرعية يحصون المكاسب من المجزرة".
وتابع قائلا: تحولت دماء البسطاء و أبناء الأسرة الفقيرة إلى أرصدة مالية و عقارات عبر العالم لتجار الحروب في الشرعية.
وارتفعت حصيلة الهجوم الحوثي الإرهابي بصاروخ الذي استهدف مساء يوم السبت معسكرا لقوات الشرعية في مأرب إلى 116 قتيلا، حسب ما أعلنت مصادر طبية وعسكرية، اليوم الاثنين، وهي حصيلة غير نهائية وقابلة للزيادة، بالإضافة إلى إصابة 100 آخرين.