مليشيات الشرعية ترد على فاجعة مأرب باستهداف وادي حضرموت!
رأي المشهد العربي
تثبت الشرعية يوماً تلو الآخر أنها لم تعد ساعية لإنهاء الانقلاب الحوثي ولا يعنيها من الأساس تواجد المليشيات الحوثية الإرهابية في محافظات الشمال، وأن سيطرة مليشيات الإخوان الإرهابية عليها رسخت قبلتها لتكون باتجاه ارتكاب العمليات الإرهابية بالجنوب وليس الاستعداد العسكري للتعامل مع الإرهاب الحوثي في الشمال، ولعل ما شهده وادي حضرموت بعد يومين من الهجوم الحوثي على مأرب أكبر دليل على ذلك.
بدلاً من أن ترد الشرعية بشكل قوي وحاسم على الإرهاب الحوثي في مأرب، قامت قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة للإرهابي علي محسن الأحمر باستهداف قبيلة آل حريز في منطقة سر بوادي حضرموت، على خلفية رفض أبناء القبيلة تنصيب مليشيات الإخوان الإرهابية أحد اتباعها شيخاً عليهم، وهو أمر هدفه الأساس إثارة الفتنة بين أبناء وقبائل حضرموت.
مليشيات الشرعية لم تكتفي بهذا الأمر بل أنها قامت بقصف قرى ومطارح قبيلة آل حريز في وادي سر بوادي حضرموت بالسلاح الثقيل في جريمة جديدة ضد المدنيين، في وقت كانت مطالبة بتوجيه هذا السلاح لقصف الجبهات التي تهيمن عليها المليشيات الحوثية رداً على هجومها الإرهابي في مأرب، غير أن التفاهمات الثنائية بين الطرفين تمنعها حتى الآن من اتخاذ أي رد فعل قد تعاقب عليه من قطر المتحالفة مع إيران.
بوصلة الشرعية المعطلة بفعل مليشيات الإخوان تمضي باتجاه تغيير المعادلة الأمنية والعسكرية في اليمن لأنها في الأساس متأكدة من أن المليشيات الحوثية لن تقدم على ارتكاب أي جرم من الممكن أن يضرها أو يقلص من سيطرتها على أماكن تواجدها في مأرب وتعز، وبالتالي فإنها قد توجه سلاحها باتجاه التحالف العربي أيضاً حال ضاقت الدائرة عليها.
هجوم مليشيات الشرعية الإخوانية على أبناء وادي حضرموت هدفه قطع الطريق على أي محاولة لتنفيذ بنود اتفاق الرياض على الأرض، لأنه أحدث حالة من الاحتقان الواسعة بين المواطنين الذين يرون أن الشرعية ليس لديها أي نية في أن تقدم مزيد من التنازلات لإنجاح الاتفاق، كما أنها بذلك تضع التحالف العربي بموقف صعب نتيجة أن الاتفاق قد يفقد الحاضنة الشعبية التي تساهم في إنجاحه نتيجة ممارسات الشرعية المتتالية بحق أبناء الجنوب.