اعتداءات حضرموت.. لماذا تلهث الشرعية وراء إفشال اتفاق الرياض؟
مثَّلت الاعتداءات الغاشمة التي ارتكبتها المليشيات الإخوانية ضد المواطنين في وادي حضرموت جريمة جديدة تنضم للجرائم والانتهاكات التي ارتكبها هذا الفصيل التابع للشرعية ضد بنود اتفاق الرياض المُوقَّع في الخامس من نوفمبر الماضي.
وشهدت الساعات الماضية، مواجهات مسلحة بين المليشيات الإخوانية، ممثلة في قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة للإرهابي علي محسن الأحمر، وإحدى القبائل في منطقة سر بوادي حضرموت.
وكشفت مصادر مطلعة أنَّ سبب الاشتباكات هو تنصيب صالح بن محسن بن جوفان شيخًا لقبيلة آل حريز بدعم من المنطقة العسكرية الأولى، الأمر الذي رفضه أبناء قبيلة آل حريز بني مره.
ولفتت المصادر إلى أنّ أبناء القبيلة اعتبروا أي محاولات من المنطقة العسكرية الأولى لفرض وتنصيب بعض الشيوخ هدفها إثارة الفتنة بين أبناء وقبائل حضرموت.
واستحدث أبناء القبيلة نقطة بجانب محطة المحروقات بمنطقة العطفة لرفض تدخل قوات العسكرية الأولى في شؤونهم، قبل أن تدور اشتباكات عنيفة بينهم وبين حشد عسكري يقوده العميد يحيى أبوعوجاء أركان المنطقة العسكرية الأولى.
الاشتباكات أسفرت عن مقتل عقيد وجندي آخر، وإصابة اثنين آخرين بجروح، يتبعون المنطقة العسكرية الأولى، بالإضافة إلى مقتل شخص من قبيلة آل حريز يدعى محمد سليمان بن حريز، وإصابة اثنين آخرين.
التصعيد الإخواني يحمل انتهاكًا جديدًا لبنود اتفاق الرياض، الذي تعرَّض للكثير من الانتهاكات من قِبل المليشيات الإخوانية من أجل إفشاله، لا سيّما فيما يتعلق بالانتشار العسكري على الأرض، حيث ينص الاتفاق على سحب القوات التي غزت الجنوب في الأسابيع الماضية.
وفي تعليقه على هذه التطورات، يقول الكاتب الصحفي ياسر اليافعي إنّ حكومة الشرعية تحاول إفشال اتفاق الرياض لأنّه يضع نهايةً لها ولفشلها ولفسادها، داعيًّا التحالف العربي أن يكون صارمًا في تنفيذ الاتفاق وفق بنوده المتفق عليها.
وكتب اليافعي عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "اتفاق الرياض بنوده واضحة جدًا، ينص على انسحاب المليشيا الإخوانية من أبين وشبوة ومن ثم جمع أسلحة الانتقالي بعدن الأسلحة الثقيلة, لكن شرعية الفشل والفساد تريد من التحالف أن يسحب أسلحة الانتقالي وهي تتوسع وتتمكن في شبوة".
وأضاف: "هذه الشرعية في الأساس لا تريد نجاح اتفاق الرياض لأنه يضع نهاية لها ولفشلها ولفسادها.. بالمختصر على الانتقالي وقواته الاستعداد لكل الاحتمالات، وعلى التحالف العربي ان يكون صارم في تنفيذ الاتفاق وفق بنوده المتفق عليها".