مآسي الحرب الحوثية.. نصفُ حياةٍ في اليمن
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، صنع هذا الفصيل الإرهابي أزمة إنسانية شديدة الفداحة والبشاعة، وهو وضعٌ مروّع وثّقته التقارير الدولية.
ففي تقرير جديد، أكّد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "OCHA" أنّ ما يقرب من 50% من الأسر في اليمن بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية.
وقال المكتب في بيان له، إنّ أزمة اليمن لا تزال أسوأ أزمة إنسانية في العالم في عام 2020 ، حيث أن ما يقرب من 50 ٪ من جميع الأسر في حاجة ماسة للمساعدات.
وأضاف بيان المكتب الأممي: "شكرًا للمانحين وجميع الشركاء الذين يعملون بلا كلل لتخفيف معاناتهم".
وعلى مدار سنوات الحرب، أجادت المليشيات الحوثية صناعة العديد من الأزمات التي كبَّدت السكان كثيرًا من الأعباء والمعاناة.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في نهاية العام المنصرم، أنّ نسبة الفقر في اليمن وصلت 75% مقارنة بـ4% قبل بدء الحرب في العام 2014.
وقال بيان صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إنّه إذا استمر القتال حتى عام 2022، فستُصنف اليمن كأفقر بلد في العالم"
وأضاف في حالة عدم نشوب الصراع، فإنه كان بالإمكان أن يحرز اليمن تقدما نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتي تُعد الإطار العالمي لمكافحة الفقر الذي تم الاتفاق عليه في عام 2015 مع التاريخ المستهدف لعام 2030 ولكن أكثر من أربع سنوات من القتال أعاقت التنمية البشرية لمدة 21 عامًا.
في الوقت نفسه، غرست المليشيات الموالية لإيران بذور بيئة خصبة لتفشي الأوبئة والأمراض القاتلة، كما عملت على استهداف المستشفيات وعرقلة عملها سواء بتعريض حياة كوادرها للخطر أو قصفها لإخراجها عن العمل، فضلًا عن سرقة الأدوية المخصصة لعلاج المرضى.
أدّى كل ذلك إلى أزمة صحية متفاقمة في بيئة مجتمعية فقيرة، لا تملك مواجهة هذا الخطر المروِّع، وذلك يندرج في إطار خطة حوثية كاملة تستهدف نشر الفوضى على كافة الأصعدة في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
إزاء كل ذلك، تجد المنظمات الدولية التي تهتم بالقطاع الصحي، صعوبات بالغة في العمل، على الرغم من أنّ جهودها تُمثّل بارقة الأمل الأخيرة أمام السكان.
وتقول منظمة "أطباء بلا حدود"، إنّها مستمرة في تقديم الرعاية الطبية إلى السكان الأكثر تضررًا في اليمن بالرغم من الظروف الصعبة.
المنظمة قالت في بيانٍ مقتضب: "رغم الظروف الصعبة التي قد تواجهها أطباء بلا حدود في اليمن جراء الحرب والنزاعات، إلا أنها مازالت تقدم الرعاية الطبية إلى السكان الأكثر تضرراً وهذا هو محور هدفها الإنساني".
وعلى الرغم من عديد التقارير التي فضحت هذا الوضع المروّع، إلا أنّ المجتمع الدولي ظلّ مكتفيًّا بإصدار بيانات إدانة فقط، دون اتخاذ إجراءات رادعة ضد المليشيات تُجبرها على السير في طريق السلام.