التدهور في عدن.. مؤامرة الإخوان التي أثارت غضب الجنوبيين

الجمعة 31 يناير 2020 03:32:25
"التدهور في عدن".. مؤامرة الإخوان التي أثارت غضب الجنوبيين
يواصل الجنوب دفع ثمن إدارته من قِبل حكومة الشرعية، التي تسبَّبت في معاناة كبيرة للمواطنين عبر افتعال الكثير من الأزمات.
وعلى الرغم من مرور قرابة الثلاثة أشهر على توقيع اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، إلا أنّ "الأخيرة" تواصل استهداف الجنوب عبر التضييق على مواطنيه وإهمال احتياجاتهم في قطاعات حياتية عدة.
و"افتعال الأزمات" هو سياسة إخوانية معتادة ضد الجنوبيين، وهي استعرت هذه المؤامرة الإخوانية ضد الجنوبيين منذ توقيع اتفاق الرياض في الخامس من نوفمبر الماضي، حيث يعمل هذا المسار على استئصال النفوذ الإخواني سياسيًّا وعسكريًّا ويضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، وهو ما ولّد مساعي إخوانية عديدة لتفخيخ هذا الطريق.
على سبيل المثال، تعرَّضت العاصمة عدن في الأيام القليلة الماضية، لأزمة في المشتقات النفطية، حيث عادت السوق السوداء إلى الظهور مجددًا، وذلك بعد اختفاء الأزمة في الأشهر الماضية.
مصادر مطلعة أرجعت انعدام المشتقات النفطية في أسواق عدن، إلى رفض التاجر المتنفذ أحمد العيسي، إدخال سفن محملة بالوقود إلى ميناء الزيت، في محاولة لإجبار حكومة الشرعية على دفع مستحقاته.
وأضافت أنَّ العيسي يسعى للتهرُّب الضريبي عبر الضغط على حكومة الشرعية بالمديونية القديمة.
هذا العبث الذي تدفع ثمنه العاصمة عدن، هو جزءٌ من مخطط أكبر تنفذه حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني ضد الجنوب، ويستهدف التنغيص على الجنوبيين والتضييق عليهم وافتعال الكثير من الأزمات الحياتية أمامهم.
ويقول عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي فضل الجعدي الذي استنكر حالة التدهور التي تعيشها العاصمة عدن.
الجعدي قال في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "مرة أخرى تعيش العاصمة عدن وما جاورها تدهورًا في الخدمات".
وأضاف: "انقطاعات متكررة في المياه والكهرباء وأزمة خانقة في المشتقات النفطية، مما يفاقم معاناة الناس، وهو أمر غير مقبول.. سواء كانت هذه الأزمات مصطنعة أو كانت بسبب خلافات داخل الشرعية".
و‏تابع: "ما هو واضح أن الحكومة تتراجع عن التزاماتها وتفقد أحد شروط عودتها وفقًا للاتفاق". 
وفي الوقت الذي تُحقّق فيه القوات الجنوبية انتصارات عسكرية كبيرة على مدار السنوات الماضية، فإن الجنوب لا يسيطر 
على المؤسسات الخدمية والمرافق المدنية، وهو ما عرَّض الجنوبيين لسلسلة طويلة من المعاناة الناجمة عن الإهمال المتعمّد من قِبل المسؤولين التابعين لحكومة الشرعية.
وقد عبَّر عن ذلك الرئيس القائد اللواء عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي قائلًا إنّ المجلس يسيطر على الأرض عسكريًّا وأمنيًّا، ولم يسيطر على المؤسسات الخدمية والمرافق المدنية.
الرئيس الزبيدي قال: "لسنا مسيطرين على المؤسسات الخدمية والمدنية، وتركنا الحكومة تعمل، كل ما قمنا به من واجب هو حماية الأرض والعرض من التمدد والغزو الحوثي والتنظيمات الإرهابية، أي أننا متواجدون على الأرض عسكريًّا وأمنيًّا".
وفيما يشعر ويُقدِّر الجنوبيون بحجم الجهود والتضحيات التي قدّمتها القوات المسلحة الجنوبية ضمن رحلة القيادة نحو استعادة الدولة وفك الارتباط، فإنّ الجانب المتمثّل بالشق الحياتي أو الخدمي أمرٌ لن يتحسَّن مع استمرار هيمنة "الشرعية" على مؤسسات الجنوب، وسيبقى الحل دائمًا في أن يدير الجنوب نفسه بنفسه.