همس اليراع

أبعاد مقتل الريمي

هو شخصية مطاردة من كل العالم، ويفترض أن اليمن وحكومته الشرعية جزًا اصيلا من هذا العالم، كشريك (كما يشاع) في محابة الإرهاب.

تعرض الرجل للقتل عبر طائرة امريكية مسيرة، وطبعا لم يقتل في إحدى الفلوات النائية ولا في خيمة ممموهة وسط الصحراء، بل لقد قتل في محافظة مأرب العاصمة الفعلية للحكومة الشرعية , قاسم الريمي هو زعيم تنظيم القاعدة ليس فقط في اليمن بل وفي كل دول الخليج والسعودية.

لا يمكن لأي مواطن محترم شمالياً كان او جنوبياً ان يبتهج بقصف الطيران الامريكي لأي منطقة يمنية، ويتذكر الدكتور رشاد العليمي وبقية أعضاء مجلس النواب (طويل العمر) تلك المعركة التي خضناها بمعية عشرات النواب والناشطين السياسيين والإعلاميين عند ما تعرضت منطقة المعجلة شرقي محافظة ابين لأول ضربة لطائرة أمريكية بدون طيار راح ضحيتها قرابة الخمسين من المواطنين الأبرياء منهم نساء وأطفال وعجزة.

يتساءل كثيرون، كيف تكون اليمن شريكةً في الحرب على الإرهاب ولم تكتشف وجود هذا الرجل في هذه المدينة المكشوفة والتي يفاخر الشرعيون بأنها صارت تنافس العواصم الأوروبية في وتيرة النمو والاستقرار والأمان؟؟.

من المؤلم أن يتصرف الأمريكان باستهتار وعجرفة وطمأنينة في انتهاك أجواء وأراضي الغير وفعل ما لا يجرؤون على فعله في ارضهم، من لا يحمي منزله من المجرمين يبرر للآخرين الهجوم على منزله، أما من يحمي هؤلاء المجرمين ويتستر عليهم ويمولهم فيعتبر شريكًا في اعمالهم وجزاءه ينبغي أن يكون مثل جزائهم.

مقتل الريمي يفتح نافورة الاسئلة المتعددة، لكن مقتله في مأرب منطقة الحكومة الشرعية وحده يضيف قائمة طويلة من الأسئلة المتعلقة بجدية الشرعيين في مكافحة الإرهاب، وما مستقبل التعامل الجدي مع هؤلاء الشرعيين، وما هو المستقبل المنتظر لمن يأوي زعماء القاعدة َويحميهم ويمولهم ويتستر عليهم.

بقي السؤال الأهم للأشقاء في دول التحالف العربية بقيادة المملكة العربية السعودية وهو: كم من البراهين ستحتاجون للاقتناع بأن من بين شركائكم من يتبنى الإرهاب والإرهابيين،؟ ومتى ستقتنعون بأن جزءً كبيراً من دعمكم المادي واللوجستي الموجه لليمن يذهب لصالح تلك الجماعات الإرهابية مثلما يذهب جزءٌ آخرَ لجماعة الحوثي لتقصف به مطاراتكم ومدنكم؟
نتمنى الوقوف عند الأمر بجدية قبل ان يفوت الأوان ولات ساعة مندم.