ماذا وراء التطورات في مأرب ونهم والجوف؟ (وجهة نظر)

أعتقد بأن الأطراف المتصارعة في الشمال، تمتلك موروثًا من الذكاء والخداع والمراوغة السياسية، وهذا ما كشفت عنه إدارتهم للحرب سواء الحوثي أو شرعية الإخوان، تمكن الأول من التقدم على الأرض والمستوى السياسي، بينما الثاني تباطأ كثيرا وأخفق في التقدم.

وعليه فإن تطورات الأحداث الأخيرة في الشمال، وإن كانت تبدو لنا مستغربة وغامضة، لكنها لم تكن بعيدة عن ذهنية النخب السياسية الشمالية، فيما ذكرناه أعلاه. وممكن توصيفها بالآتي:

1. بعد مؤشرات تفوق الحوثي وضعف الشرعية، يبدو أن الشرعية لا تمانع من تقدم الحوثي لإكمال سيطرته على المناطق الشمالية والدفع به للتقدم نحو المناطق الجنوبية المحررة، ربما هذا يمثل للشرعية مخرجًا من المأزق الذي تعيش فيه حاليا، وأن وضعًا مثل هذا يجدد احتياج التحالف للشرعية، خوفا من احتوائها من قبل الحوثي.

2. أيضا أن هذا الوضع سوف يخفف من الضغط على الشرعية بتنفيذ اتفاقية الرياض.

?. قد يؤدي هذا الوضع إلى إطالة زمن الحرب، الذي يمثل مكسبًا بالنسبة للشرعية والذي تجني منه مكاسب خاصة تتعلق بالموارد المحلية والدعم الخارجي.