مجزرة مأرب تعود إلى الواجهة.. متى يُحاسَب القباطي؟
لا يزال الهجوم الذي استهدف أحد معسكرات محافظة مأرب في شهر يناير الماضي، يفرض نفسه في بؤرة الأحداث، لا سيّما فيما يتعلق الدور الإخواني المشبوه في هذه المجزرة.
ففي خطوة قد تكون تصعيدية، حمّل جنودٌ من منتسبي اللواء الرابع، قائد اللواء مهران القباطي، مسؤولية مقتل العشرات من زملائهم في مجزرة مأرب التي سقط فيها نحو 116 قتيلًا، فيما لم يتم الإعلان عن تفاصيلها حتى اللحظة.
ونظّم عشرات الجنود، وقفة احتجاجية طالبوا فيها بصرف رواتبهم، واتهموا القباطي باستدراج زملائهم إلى مأرب، واصفين تصرفاته بـ"الرعناء وغير المسؤولة".
قدّم الهجوم الحوثي الذي استهدف أحد معسكرات محافظة مأرب، دليلًا جديدًا على المؤامرة الشيطانية التي تنفذها المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية ضد الجنوب وذلك من خلال سلسلة طويلة من الخروقات لاتفاق الرياض.
وكان هجوم شنّته المليشيات الحوثية على المعسكر في 18 يناير الماضي، أسقطت مئات الضحايا من العناصر التي كانت متواجدة في المعسكر والتي ضمّها القيادي الإخواني مهران قباطي.
الواقعة فضحت جُرمًا إخوانيًّا،يتعلق بخرق بنود اتفاق الرياض، حيث عملت المليشيات الإخوانية على إلحاق عناصر جديدة لصفوف الجيش، ضمّها قباطي من مديرية الوضيع، وقد نقلها إلى محافظة مأرب، لتلقينها دروسًا عسكرية وعقائدية تمهيدًا لشن اعتداءات على العاصمة عدن في وقت لاحق.
مثّل ذلك خرقًا إخوانيًّا جديدًا لبنود اتفاق الرياض الذي لا يتضمّن في بنوده ضم عناصر جديدة إلى صفوف قوات الجيش، لكنّ المليشيات الإخوانية ارتكبت هذا الخرق من أجل شن عدوان على العاصمة عدن، لتبرهن على أنّ بوصلتها ليست إلى صنعاء لكنها متوجهة نحو الجنوب والنيل من أمنه واستقراره.
إقدام المليشيات الإخوانية على إلحاق عناصر جديدة لصفوف الجيش تمهيدًا للعدوان على عدن، تزامن مع مطالبة حكومة الشرعية بسحب السلاح من القوات الجنوبية على الرغم من الجهود الكبيرة التي قدّمتها "الأخيرة" في مكافحة الإرهاب والتصدي للمليشيات الحوثية على مدار السنوات الماضية.