جريمة مدرسة إب.. ألغامٌ حوثية في عقول الأطفال
لم تقتصر آثار الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية على أعمال القتل والنهب المنتشرة على صعيد واسع، بل أصيب عقول الأطفال بأفكار ملغمة جرّاء الإرهاب الذي غرسته المليشيات الموالية لإيران.
هذا الوضع المأساوي ظهر في جريمة مؤسفة شهدتها محافظة إب، قام مسلحٌ بمديرية المشنة بإحراق منزل التربوية وفاء المنصوب مديرة مدرسة أسماء بنت شهاب.
مصادر تربوية في مدينة إب الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي قالت إنّ مسلح قريب إحدى الطالبات بمدرسة أسماء بنت شهاب، أقدم على إحراق أجزاء من منزل وفاء المنصوب مديرة المدرسة بمنطقة الجبانة السفلى بمديرية المشنة.
وأضافت المصادر في تصريحات لـ"المشهد العربي"، أنّ العملية سبقها إرسال الطالبة رسائل تهديد بالقتل وتفجير منزل مديرة المدرسة بعد أن أوقعت عليها عقوبة بسبب تخاذلها في الجانب التعليمي.
وأشارت المصادر إلى أنّ هذه العملية جاءت بعد أسابيع من محاولة تفجير قنبلة في إحدى الفصول الدراسية المليئة بالطالبات.
مثل الأفكار المسمومة زرعتها المليشيات الحوثية في عقول الأطفال من أجل أن تستخدمهم في مرحلة تالية، لتمرير أجندتها الإرهابية والمتطرفة في الحرب المستعرة القائمة منذ صيف 2014.
وارتكبت المليشيات الحوثية جريمة شديدة البشاعة ضد الأطفال على مدار السنوات الماضية تتمثّل في تجنيد الأطفال، وفي ديسمبر الماضي اتهم التحالف المليشيات الحوثية بتجنيد نحو 23 ألف طفل للزج بهم في جبهات القتال.
وفي الفترة الأخيرة، قدَّمت المليشيات الحوثية عروضًا للأهالي بمنح مكافآت مالية لكل طفل يذهب إلى جبهات القتال، مع منح أسرته موادًا إغاثية وتسجيلهم في قوائم المستحقين للمواد الغذائية، وأولوية العلاج في المستشفيات، ومنح بطاقات ورقية لكل أسرة يتم الحصول بموجبها على ما يسمى بـ"مكرمة السيد".
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ المليشيات الحوثية عملت على تلقين الأطفال موادًا طائفية مفخخة محرضة على العنف، وذلك في المناهج الدراسية، على النحو الذي يدفع الأطفال نحو ارتكاب العديد من الجرائم الدموية.